الفرق بين التعصبين وعلى كل حال لا يجوز في شريعة الإنصاف أن يذكر المسلمون في جانب جمهور المسيحيين إذا ذكر الغلو في التعصب الديني فضلا عن أن يقال إن المسلمين أشد إفراطا فيه. والشاهد يدلنا على أنه قد يكون للمسلمين في التعصب ألفاظ وكلمات، ولكن الذي يكون من جمهور المسيحيين إنما هو أعمال وضربات في المعاملات، وبلاد الناتال في الجنوب، ثم يرجع إلى بعض بلاد الروسيا في الشمال من قبل عشرين سنة، ثم يرجع إلى الجزائر وما يليها في جهة الغرب ليعلم كيف تكون الشدة في المعاملة مع غير أهل المذاهب المسيحية، ما على الباحث إلا أن ينظر فيما يكتبه الكتاب الفرنسيون ليعلم أنهم في حيرة من أمرهم مع المسلمين، يريدون أن تكون لحكومتهم طمأنينة فيما ملكت من بلاد المسلمين ولكن حكومتهم لا تجد السبيل إليها مع ما اتخذته قاعدة لعملها وهو الشدة والإفراط في القسوة على المسلمين خاصة وحدهم دون سواهم،