تتناول هذه الدراسة المسؤولية وأخلاقيات الوظيفة العامة، مُعرّفةً المسؤولية لغوياً بأنها القيام بواجب أو مهمة، وقانونياً بتحمّل نتائج العمل. يُعرّفها "مارشال ديموك" بأنها شعور بالواجب أو الالتزام المتوافق مع القانون والأخلاق. يتناول النص منهجين للمسؤولية الإدارية: الموضوعية، القائمة على محاسبة الموظف المقصر وفق القوانين والعقوبات، والشخصية/النفسية، القائمة على الولاء والضمير الحي، وكلاهما متكاملان. مع تطور الإدارة العامة، أصبح الاعتماد على المسؤولية الموضوعية غير كافٍ، لذا برزت أهمية المسؤولية الشخصية، مدعومةً بالتربية، والتدريب، وتهيئة المناخ التنظيمي المناسب. يوضح النص الفرق بين منهج الإذعان (الذي يعتمد على القوانين والعقوبات) ومنهج النزاهة (الذي يعتمد على القيم والأخلاق). وتشمل قضايا المسؤولية الإدارية: الفصل بين السياسة والإدارة (الكفاءة المحايدة)، ومحدودية حرية تصرف الإدارة. يُقدّم النص نماذج لأخلاقيات الإدارة العامة: النموذج المبني على السياسة، والنموذج المبني على الدولة، والنموذج وفق الشريعة الإسلامية. كما يُناقش نموذجاً لروبنز وماري لتفسير السلوك الأخلاقي في المنظمات، مُعتمداً على خصائص الموظف، أهمية القضية، مستوى أخلاقيات المنظمة، والعوامل الوسيطة (الثقافة، الهيكلية). أخيراً، يتناول النص مشاكل أخلاقية تواجه الموظف العام: اتباع الأوامر غير الأخلاقية، تضارب المصالح (وأنماط السلوك الوظيفي)، الفضائح العامة (إطلاق الصافرة)، وحظر ممارسة النشاطات السياسية.