بِسْمِ اللهِ الرَحْمَنِ الرَحِيمِ وسنعرضها كخصائص له بشيءٍ من التوسّع والبسط، اسمه محمد(ص)، أبوه عبد الله بن عبد المطلب، كان أبوه أصغر وِلد أبيه، وكان وإخوته الزبير وعبد مناف ـ وهو أبو طالب ـ لأمٍّ واحدة وهي فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم(1). وهذا ما تشير له الآية الكريمة {وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ}(7)، تصفيق الضّال في الصحراء ليهتدي، الأصنام فيكم منصوبة، وما يدلل على هذا أيضاً ـ أنها جغرافياً دار خير ـ اعتبارات عدة: وفي أرضهم طوائف من اليهود، ورنّة حين ولد رسول الله(ص)، والكلام ـ فعلاً ـ في أهم الأحداث التي مرّت به في فترة شبابه قبل بعثته(ص) مباشرةً. ومتميزين في كل أبعاد شخصيتهم، أمّا بعد البعثة فالأدلة على ذلك كثيرةٌ ولكن لسنا بصددها، وقد عقد في دار أبي جدعان بغمس أيدي المجتمعين في ماء زمزم، وكانت هذه عبارة عن مضاربة للرسول(ص) بأموال خديجة(ع) وليس إجارة النبي لخديجة؛ زواجه (ص) من السيدة خديجة (ع): ولكن الغيب يخفي عنا ما السرّ في قبولها له وما الفارق الشاسع بين وضعهما المعيشي وبعض المؤرخين يصرّح بأنها هي التي عرضت نفسها للزواج منها، بل أكثر من ذلك وهبت كل ما تملك بعد ذلك فداءً للنبي(ص) والإسلام،   ونحن هنا لسنا بصدد إثبات هذه الحيثية بالدقة وإنما لإثبات أمرٍ متعلقٍ بها بشكلٍ وثيقٍ، المقدمة الثانية: فلقد ورد أنّ يحيى وعيسى(ع) كانا حجتين في المهد بدليل قوله تعالى: {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً}، فلما أصبح محمد دهّنته ـ والكلام لحليمة ـ وكحّلته وعلّقت في عنقه خيطاً فيه جزعٌ يمانيٌ ـ كحرز ـ، وفي رواية أخرى: «إليك عنّي ثكلتك أمّك فما تكلمت العرب بكلمة أثقل عليّ من هذه الكلمة»، وهذا قد يُطرح كإشكال في المقام ولكن قد يجاب عليه: أن جميع الأنبياء والمرسلين يتفقون في الدعوة لمضامين واحدة من وجود إله واحد لا شريك له ولا نظير، أرى من الأفضل قبل الشروع في بيان الحوادث الأولى الواقعة عند البعثة أن نمهّد ببعض الإيضاحات حول مسألتين عقائديتين تاريخيتين مهمتين وهما: وهذه المسألة من أهم المسائل في مبحث أصل النبوة ويمكن إثباتها ببرهان واحد مهم وهو (قاعدة اللطف) ومفادها: ـ حالة التذكير والتنبيه: فهناك الكثير من المعلومات يمكن للعقل البشري إدراكها، وهنا أسئلةٌ يتطلب المقام الإجابة عليها، ألا وهي: سنة كم كانت البعثة (تاريخ البعث)؟ وما هي كيفية بدئها؟ وكيف عرف النبي أن ما نزل عليه وحيٌ وأنه(ص) نبيٌّ؟ وما هي تفاصيل وملابسات كل ذلك؟ متى بُعث النبي (ص) برسالة الإسلام؟ فقال اليعقوبي: كان مبعثه(ص) في شهر ربيع الأول. ومن شهور العجم: في شباط. أي بعد ميلاده(ص) بأربعين سنةً على رواية ميلاده في عام الفيل سنة 570 بعد ميلاد المسيح(ع). كيف بدأت البعثة؟ فعصره الملك ثانيةً عصرةً شديدةً، ذلك عندما تمّ له أربعون سنةً»(26). في هذا المحور المهم من هذا البحث المتواضع نقف وقفة نظام تجاه ما دوّن من تاريخ حياة الرسول(ص) بشكل عام، فمن هنا سنقف قليلاً مع بعضها محاولين الرد عليها مما يرتبط بحقبة البعثة المعظّمة: الرواية الأولى: والتي تُروى في أول نزول الوحي عليه(ص) وملخصها: «أنه(ص) عندما كان مختلياً بنفسه في حراء سمع  هاتفاً يدعوه فرفع رأسه فإذا به يرى صورةً رهيبةً، وأيقن أنه نبي»(29). 1) أمّا من ناحية سند الرواية فهو عاميٌّ محضٌ، وهذا مما هو واضح عدم الالتئام مع بعضه البعض. وما الذي وجده(ص) في قولته فكان منشأ اطمئنانه ولم يجده في الحق النازل عليه؟ 6) ومنها: أنّه لو صحت هذه الرواية فلماذا لم يؤمن ورقة بالنبي وهو يعلم ما يعلم بحال نبوته وو. فهل يمكن ـ أو يجوز لنا ـ أن نقول: كان موسى لحظة الوحي مطمئناً هادئاً ساكناً، ولكن أفضل الأنبياء والمرسلين اضطرب عند سماع كلام الملك، وفزع إلى درجةٍ غريبةٍ؟ ووصل إلى ما وصل إليه؟ فهل هذا كلامٌ معقولٌ؟ حتى أكملها سجد وسجد المسلمون، إذ أنّ ولادة ابن عباس كانت في السنة الثالثة قبل الهجرة، 2) وأمّا على صعيد المدلول: ففضلاً عن سندها الموهون فإن مضمونها باطلٌ على كل التقادير: