جدتي عليك رحمة الله ما أكثر الذكريات ! وما أقل ما يحفر منها في الذاكرةا إن نسيت فلن أنسي ذلك اليوم ، أحسست وقتها بأنني أتنفس من ثقب إبرة ، بلعت ريقي العلي الحدت الورقة ، وترفرفت دمعة في عيني وكانها فعلت فعل العدسة المكبرة ، عالم بعيد عن الفصل كل البعد ، وانصرفت إلى المنزل حزينا حيران لا أدري ماذا أصنع ، ولكنني كنت واجما وليس لي رغبة في الطعام ، فانفجرت باكيا وقلت التعليل إنني أكره الإملاء ، پاسين عبد الرحمن ميرزا مجلة اقسمت جدتي الا تندوق طعاما إذا لم أنقدم ، وقالت لا عليك مع الإملاء على مسؤوليتي وستصبح ممتازا بإذن الله . ونهضت وفي قلبي أسي كبير سألت جدتي ، أبن القطعة التي سوف يمليها عليكم المعلم ؟ فتحت الكتاب متحمسا وقلت ، هده فقالت لا بأس ، مرتين بل ثلاث مرات ، ثم اختارت الكلمات الصعبة ، وطلبت مني أن أكتبها برأس أصبعي في الهواء مرتين ثم أخيرا أخذت تملي علي بصوتها الشجي الحبيب ما أجمل هذه اللحظات التي كنت أنظر فيها إلى وجه جدتي المتجعدا وإلى عينيها المتفائلتين اللتين تلمعان من تحت تلك النظارة الذهبية البراقة . إنني لا أنسى عندما قرأ المعلم اسمي ، فله شكري . تنفست الصعداء ،