يناقش الفصل الثاني مدى صحة وصف انتقال الحكم من الأمويين إلى العباسيين بأنه عصر جديد في الإسلام. ويجادل الكاتب بأن هذا الوصف مبالغ فيه، فبينما حلّ العباسيون محل الأمويين، إلا أنهم حافظوا على الكثير من أنظمتهم وتقاليدهم. يُشير إلى آراء بعض المؤرخين الذين يرون في هذا الانتقال انتصاراً للفرس على العرب، لكن الكاتب يرى أن هذا رأي متطرف. فقد كان الخلفاء العباسيون عرباً هاشميين، وحافظوا على اللغة العربية كلسان للسياسة والثقافة. مع ذلك، استخدم العباسيون الموالي، خاصة من الخراسانيين، في مناصب هامة، مما أدى إلى تقليص امتيازات القبائل العربية، واختفاء الفروقات بين العرب وغير العرب من المسلمين. وبالتالي، كانت دولة بني العباس إسلامية اسمية، بينما كانت دولة بني أمية عربية. وقد لعب المنصور دوراً محورياً في تعيين الموالي في مناصب عليا، مما ساهم في تغيير بنية الدولة. وختاماً، رغم حفاظ العباسيين على بعض الجوانب العربية، إلا أنهم منحوا الخراسانيين مكانة خاصة، مكونين منهم نخبة جيوشهم.