ورغبتي في انتظار تكملة تشخيص عام للشخصية العربية وأمراضها النوعية ـ كالذي عبرت عنه بإيجاز في بحث « التربية الخلقية وأثرها على التنشئة الاجتماعية في الوطن العربي » بمؤتمر علم الاجتماع الذي نظمته المنظمة العربية للثقافة والعلوم ) اليونسكو ) بالجزائر العاصمة في مارس ١٩٧٣ - لا زلت أتوق لعرض نماذج محلية ذات تشخيص قومي عما ندرسه من بلاد الغرب والشرق ربما تساعد في اعادة تصنيف الأمراض وتحديد أعراضها على نحو يختلف فلا جدال في أن عالم النفس العربي يؤلمه تدريس القياسات الأجنبية والمعايير الغريبة على تنا العربية - سواء في المجال التربوي، أنه ما كاد علم النفس في الغرب يستقر مع الطب فيما يعرف بالطب العقلي والعلاج النفسي اللذين لكل من الطبيب والنفساني فيهما دوره بتعاون وتفاؤل في خدمة الفرد، أدت سياسة » الوفاق » مع الشرق الى النكوص للاتجاه المادي في طب النفس حتى لقد نشأ في روسيا وأمريكا علم صيدلة نفسية Psychopharmacology - كأنما أمراض العقل والنفس تعالج بالكيماويات والمستحضرات الطبية - علاجا لا مجرد تسكين أو تهدئة كما كان عليه وكان تصارع الايديولوجيتين من قبل قد بدأ السوفيت باعلاء الماديات على العقليات في التشخيص وفي العلاج - ان لم يكن انكار أو تجاهل كل ما هو نفسي . الطب النفسي بالطب العام ويقسمونه لمرضي وعلاجي ولا يفعلون ذلك بالنسبة للطب العقلي ، ولعله من أجل ألا يحدث هذا لعلماء النفس أنفسهم بادرت جمعية علماء النفس الامريكيين بتكذيب تصريح أحدهم أن القادة والرؤساء اليوم مصابون بجنون العظمة والطغيان وينبغي علاجهم ان علم النفس اليوم بحاجة الى رد اعتباره وحسن استخدام اسمه للغرض الذي نشأ من أجله - وهو خدمة صحة الفرد النفسية وعلاجه