في أحد الليالي المثلجة حيث ساد الظلام أرجاء المدينة وكست الثلوج الأرض وأغلقت أبواب المنازل لينعم أهلها بالدفء وقفت سيارة أمام المخبز نزل منها رجل في الأربعين من عمره ليشتري بعض الخبز والكعك كانت ليلة هادئة كل شي فيها ساكن حتى القطط اختفت في مخابئها لتجنب البرد وفجأة سمع الرجل الطيب صالح صوتاً يقتل سكون الليل وصمته إنه صوت بكاء ترى من الذي يبكي في هذا الوقت اقترب صالح من الصوت حتى وجد طفلاً صغيراً بثياب بالية وشعر متسخ يجلس في زاوية قرب النفايات متكورا يحاول تدفئة نفسه وضع صالح يده الدافئة على ذراع الطفل فرفع الطفل رأسه ليرى صاحب هذه اليد الحنون بهر صالح عندما رأى تلك العينان البنيتان الجميلتان اللتان تبعثان الدفء لناظرهما وذالك الوجه البري الذي أخفت الأوساغ جماله وبريقه ثم سأله ما أسمك ياصغيري أجابه بصوت منخفض فهد وأين والديك ساد الصمت بينهما بضع ثوان ثم قال لا بأس تعال معي ارتسمت ابتسامة بريئة على وجه فهد خطفت قلب ذالك الرجل الطيب وضع صالح معطفه فوق جسد فهد وركبا السيارة وفي الطريق إلى منزل صالح تناول فهد خبزا دافئاً كان قد أعطاه صالح له ثم نام في السيارة مستمتعاً بدفء المعطف كانت فرحة فهد لاتوصف فقد عوضه هذا الرجل المحترم عن كل الحب والحنان الذي فقده وعاشا معاً حياة مليئة بالحب والفرح والسرور لقد تحققت أمنية كل من صالح وفهد فقده كان صالح يتمنى أن يكون له اب أو ابنة تملأ حياته بالسعادة وكان فهد يحلم أن يكون له أب حنون يملأ حياته عطفا ودفئا