التكبرأُريدُ أَنْ أَصِفَ التَكَبُّرُ وَحَداثَةَ النِعْمَةِ. وَلَيْسَ عِنْدِي وَصْفٌ يُرضيني،هازِنًا، لا غاضِبًا وَيَبْقى لي شيءٌ أُتمُّ بِهِ الكَلامَ في حَدَاثَةِ النِّعْمَةِ. أَشَدُّها الحُمْقُ، ثمّ الاغترار بالانتقال من الضَّعَةِ إلى الرفْعَةِ، ثُمَّ مُحاوَلَةُ العِزَّةِ عِنْدَ الناس. المتكبرُ يَنْظُرُ إِلى أَعْطَافِهِ، حَتَّى يَسْتَضْحِكَ الناظِرَ ، لأنَّ النَّفْسَ إِذا خَلَا مِنْهَا مَوْضِعُ الفَضْلِ،وَبَدَتْ غَرَائِبُهُ. حَتَّى انْشَقَّ بَنطَلُونُهُ، فَكانَ عابِسًا مِنْ فَوْقُ، فَهَالَني الأَمْرُ ، فإذا عُقوله) بِخَواتِمِ رَبِّها لَمْ تَمَسَّها فائِدَةٌ، وَإِذا أَلسُنْ يَتَساقَطُ مِنْهاالحديث كجلمود لُ مِنْ عَل صَخْرٍ ) حَطَّهُ السَيْلُ . وإذا عيون ما أومَضَ فيها بارق من الذكاء. فَقُلْتُ في نفسي: «ما أَشَدَّ عَبَثَ الدَهْر يَرْفَعُ هَؤُلاءِ مِنْ مَواضِعِهِمْ، لِيَفْضَحَهُم على رؤوس الأَشْهَادِ. وَلَوْ تَرَكَهُمْ حَيْثُ وُلِدوا، إِنَّ لَقَبَ (باشا» في هَذا البَلَدِ أَشَدُّ إِسْكارًا مِنْ زُجَاجَةِ الويسكي ! يَنالُهُ القَرَوِيُّ الذي رَبِي بَيْنَ الأَنْعَامِ، ثُمَّ يَنزِلُ مِصْرَ»، أو يَطْلَعُ التَّغْرَ، يَخالُ رائيهِ أَنَّ ثِيَابَهُ تَمشي وَحْدَها فَيَطْغَى ، ثم يطغى، ويأتي طغيانه على شكلِهِ المُضحك، فَهَذَا فَضَحَ نَفْسَهُ وَلَا يَشْعُرُ أَنَّهُ فَضَحَهَا ، وَأَغْنياؤهُم،الليالي. ولا تَزالُ تُقَبِّلُها . فَيُكَلِّمُ الملِكُ مِنْهُم الجُندي، وَيَضَعُ يَدَهُ على كَتِفِهِ، ويقول له : «بني، وأخي»؟ ألا ترى سُمُو أميرِ البِلادِ، ما حَظِيَ بِلَثم يمينهِ أَحَدٌ إِلَّا خَرَجَ وَلِسانُهُ شاكِرٌ، وَقَلْبُهُ مُنْشَرِحٌ؟ وَلكنّي أَسْتَغْفِرُ اللهَ إليك، لقد قايسْتُكَ مَعَ غَيْرِ نظير ! ولا أَطْمَعُ أَنْ تَسْمُوَ