مقدمة : مند قديم الزمان مر على أذهان العامة عدة أساسيات للسوق من بينهما إنتاج السلع والخدمات ذات قيمة لإشباع الاحتياجات الفعلية والكامنة وذلك بالاستهلاك الذي يلعب دورهام في النشاط الاقتصادي، ولهذا لم تتخذ فكرة الاستهلاك صورة واضحة محددة المعالم. وكذا دور العادات والتقاليد في تنميته أو تخفيضه، وهذا كله من أجل خدمة التنمية الاقتصادية ككل. ـ ما مفهوم الاستهلاك؟ المبحث الأول : ماهية الاستهلاك مع تنوع السلع والخدمات، أصبح من الضروري دراسة العوامل المؤثرة فيه مثل الاقتصاد والثقافة. هذا يفتح المجال لفهم أعمق لهذه الظاهرة، المطلب الأول : مفهوم الاستهلاك الاستهلاك هو استخدام سلع وخدمات في تلبية الحاجات والرغبات، ويمكن النظر إلى الاستهلاك على أنه الهدف أو الغاية الأساسية لكل النشاطات الاقتصادية، فكل الجهود التي يبذلها الإنسان وأنشطته التي يقوم بها تصب في إشباع حاجاته ورغباته المختلفة، كما يكتسي الاستهلاك أهمية كبيرة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية تكمن في تنشيط الدورة الاقتصادية من الاستثمار والإنتاج والتوزيع وغيرها، وقد عرف على أنه: "الفعل المتحقق من قبل الفرد في شراء أو استخدام أو الانتفاع من منتج أو خدمة متضمنة عدد من العمليات الذهنية والاجتماعية التي تقود إلى تحقيق ذلك الفعل. ويعرف أيضا بأنه "ذلك الفعل الشخصي الذي يقوم في جوهره على الانتفاع والاستخدام الاقتصادي للسلع والخدمات متضمنا عدد من العمليات المترتبة على تحقيق القرار لذلك الفعل" وبناء على ما سبق يظهر ان مفهوم الاستهلاك يأخذ عدة دلالات وخصائص يمكن تلخيصها فيما يلي: - يرتبط الاستهلاك بوجود الإنسان واستمراريته في الحياة. - الاستهلاك هو الغاية النهائية من الأنشطة الاقتصادية. - يرتبط الاستهلاك بشكل عضوي بالإنتاج وهو ضروري لاستمرارية الدورة الإنتاجية. - يعتبر مفهوم منافس للادخار. ـ يعرف الاستهلاك كل ما يستهلكه المجتمع من دخله ويعتبر الاستهلاك الصورة المكملة للادخار مادام الدخل يوجه للاستهلاك والادخار. ـ يعرف الاستهلاك هدف لكل نشاط إنتاجي. ـ يعرف الاستهلاك انه اهلاك السلع وخدمات المنتجة. يؤثر الاستهلاك مباشرة او غير مباشرة على الطلب. فكل سلعة لها منفعة ناتجة عن استهلاكاتها وان هذه المنفعة تدفع المستهلك الى الطلب وذلك حسب إمكانياته ودخله.  أنواع المنفعة : ـ المنفعة الكلية : هي سلوك المستهلك الذي يهدف الي توزيع دخله على سلع وخدمات للحصول على أكبر اشباع نتيجة استهلاكه لهذه السلع والخدمات. ـ المنفعة الحدية : هي مقدار الاشباع الإضافي الذي يحصل عليه المستهلك عند زيادة استهلاكه لسلعة معينة (بوحدة واحدة). ـ تعريف سلوك المستهلك : عرف انجل سلوك المستهلك بانه الأفعال والتصرفات المباشرة للأفراد من اجل الحصول على المنتج او الخدمة ويتضمن إجراءات اتخاذ القرار ويتميز سلوك المستهلك بانه محصلة دافع او عدة دوافع وهو سلوك هادف متنوع، 1 ـ حسب الغرض من الاستخدام : أ - الاستهلاك الوسيط : ويعني إن الإنتاج يستهلك وسيطا أي انه يستخدم في شكله الذي أنتج عليه في إنتاج سلعة أخرى وهذا الاستهلاك الوسيط هو ما يعبر عنه {بمستلزمات الإنتاج} أو {السلع الوسطية}. ب ـ الاستهلاك النهائي : ويقصد بذلك ان الإنتاج يستهلك استهلاكا نهائيا بما ينطوي عليه من استخدام المنتجات من السلع والخدمات أو التمتع بها لإشباع أغراض الاستهلاك وبحيث لا تتخلف عن هذا الاستهلاك سلع أخرى تصلح لإشباع حاجة ما وفي ضوء ذلك يكون الاستهلاك النهائي في مفهومه الاقتصادي بأنه استخدام السلع والخدمات في إشباع الاحتياجات المباشرة للقطاع العائلي. أ ـ الاستهلاك المستقل عن مستوى الدخل : ويدعى بالاستهلاك التلقائي، والذي لا بد ان يحصل عليه الفرد حتى وان كان دخله معدوما، فهو يأخذ علاقة طردية مع الدخل. وهناك كذلك: ـ الاستهلاك الجماعي والاستهلاك الفردي : ويمكن التمييز بين الاستهلاك الخاص والاستهلاك العام، أي هو ذلك الاستهلاك الذي يتعلق بعملية إشباع الحاجات والرغبات الخاصة بالأفراد والعائلات والمؤسسات، حيث يأخذ النزعة الفردية في إشباع الحاجات والرغبات، كالغذاء، واللباس. - الاستهلاك العام : وهو استخدام أفراد المجتمع للخدمات التي يقدمها القطاع الحكومي بمقابل أو بدون مقابل، أي هو ذلك النوع من الاستهلاك الذي يخص الجماعات أو المجتمع ككل بشكل عام فهو يتعلق بعملية إشباع الحاجات والرغبات العامة الخاصة بالمجتمع ككل، حيث تشترك فئة كبيرة أو جميع أفراد المجتمع في هذا النوع من الاستهلاك، مثل الأمن،