اقبلت الفراشات المذنبة الخضراء تزور اطراف أوراق شجرة (الفيلسيوم)الطيور الصغيرة ونزعاتها العدوانية والاستعراضية هذه المخلوقات الكتومة قصيرة العمر وغير واعية بجمالها واذا راقبها المرء بعناية يدرك ان كل حركة من حركاتها مهما بدت طفيفة تتناغم مع غيرها كخفقات القلب غنى حدق خارج النافذة مثبتا عينيه على كرمة القرع بإزاء الاغصان الواطئة لشجرة (الفيلسيوم) بدا كما لو ان اذنيه قد انفصلتا عن صوته وهما تصغيان باهتمام الى تغريد الطيور هارون مستغرق في النوم شمشون يرسم صورة رجل يرفع منزلا سهارى منهمكة في تطريز رموز عربية على رقعة التطريز انهمرت الدموع على وجه بومس التي اهتز جسمها من شدة مقاومتها الانفجار بالضحك كلما زدت مجهودي زادت غرابة الصوت لاختصار الحكاية كان الغناء المادة التي لا رجاء منها في صفنا ولذللك حرصت بومس على تأجيل حصة الغناء الى اخر الدوام والهدف منها تمضية الدقائق التي تفصلنا عن صلاة الظهر التوقيت الذي يحدد نهاية اليوم المدرسي منذ الصف الثاني عمل مهار بعد المدرسة اجيرا يبشر جوز الهند في كشك منتجات صينية طبيعية فعل ذلك ساعة تلو ساعة الى ان يحل الظلام اكتسبت يداه مظهرا شمعيا وتقطعت رؤوس أصابعه وتشوهت اظافره بسبب نصل المبشرة الحاد كانت المبشرة تنفخ دخانا اسود وتصدر صوتا مروعا صوت الحرمان والكدح وحياة فقيرة بلا خيار اخر سحرنا بصوت مهار المتالق وعندما انتهى حييناه وقوفا حاولت بومس جاهدة ان تخفي الدموع في عينيها