1-التحول الاعتقادي : لاشك أننا نحتاج الى معرفة الواقع العربي قبل الاسلام حيث كانت قريش قد شوهت بخرافانها وأساطيرها دين ابراهيم الخليل مثل الحج والاضاحي والعلاقات الاجتماعية ، ومن جانب أخر كان الجيل الشاب من قريش والذي عاصر النبي محمد عليه الصلاة والسلام أغض عودا وألين قلبا وكانت الفطرة السليمة مازالت حية في نفوسهم لذلك كان خؤلاء الشباب هم الدعامة والركيزة الاولى للاسلام . كان السؤال الاول الذي واجهه النبي من المشركين هو كيف نستبدل الهة متعددة ولكل اله مهمته باله واحد لاتدركه الابصار لذلك جاء القرآن في الفترة المكية خالية من الشؤائع تقريبا ومركزا على العقيدة والوحدانية وأدلتها من الواقع المعاش للمشركين وكانت أدلة دامغة لم يستطع المشركون ردها ولكن الكبر لدى كبارقريش لم يتقبلها اما الشباب فقد لامست ادلة الوحدانية وجدانهم وعقولهم وبصائرهم فامنوا واحتضنوا الدين الجديد فلیس هناك تحول في تاریخ البشریة حرر العقل، الذي لا تدركه الأبصار وهو یدركها. وكسر كل الحواجز أمام العقل لتخطى كل العقبات ویدرك المعطیات التي جاء بها القرآن واصدق تعبير عن ماحدث من تحول اعتقادي هو قوله تعالى (الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات الى النور )البقرة 257 المبینة على قول الرسول (لافرق لعربي على اعجمي الا بالتقوى ) فوجد العقل نفسه وسط مساحة واسعة للتحرك یستطیع فیها ان یثبت وجودهُ ویحقق ما عجز عنه طویلاً بناءً فاعطاه هذا الدین وهذا تحول اخر في العقيدة والتفكير فقد انطلق الاسلام بتعاليمه من الخصوص الى العموم ومن العرب الى الانسانية وهو ماجعل الفكر الاسلامي يزداد اشراقا وتنوعا منطلقين من قوله تعالى (قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين)البقرة 111 ولادراك أهمیة الإسلام نعرف أبعاده ونتائجه،