لا يمكن تجاهلها خاصة في الزمن الحالي الذي تزايدت فيه الإنكسارات، وأصبح الإنسان لا يعرف من إنسانيته إلا الرغبات المادية والبيولوجية التي يجب أن يلبيها بأي وسيلة كانت، وأصبحت المجتمعات تشعر أنّها غير قادرة على حل إشكالياتها وغير قادرة على استنهاض رأسمالها البشري كما تفعل المجتمعات الأخرى، وتعد جيوشها التي تنطلق كل صباح إلى المدارس والجامعات إلى معركة تبدو كما تظهرها المؤشرات خاسرة مقارنة بمعارك تخوضها جيوش تربوية أخرى في مناطق مختلفة من العالم، ربما انتصرت لأنّها بنت تعليمها على قاعدة إنسانية، وركزت على كل الأنشطة والمواد الإنسانية لأنها تعد الوسيلة الأهم في إصلاح المجتمع من خلال مساعدته على التخلص من الشرور والآثام والانحرافات والجهالة، وبعبارة أخرى تسعى أنسنة التعليم إلى علاج الأمراض الاجتماعية وما أكثرها ولكن كيف يمكن علاجها وهي إما تستثنى من المنهج أو أنها تقدم بصورة مختلفة عن الواقع، لا تتيح للطلبة تشريحها من أجل بناء مواقف لمواجهتها، والدفاع عن قيم المسؤولية والمواطنة والاجتماع الإنساني، هل يمكننا أن نعد الإنسان الذي يقود إلى بناء هذا المجتمع العظيم،