واحترام حقه في الحصول علي جميع المعلومات التي تتعلق بأى اجراء طبي سوف يتعرض له ، واحترام حقه في كونه هو وحده صاحب القرار في ما في يتعلق بشؤونه الصحية مادام ذلك في اطار هذه القيم. وهى مقدسة محترمة مدافع عنها . وقيمة النفس البشرية الواحدة تعدل قيمة البشر جميعا. والاعتداء على حياة أى نفس بشرية، ولو كانت جنينا أو شيخا أو معوقا . عدوان علي البشر جميعا: }من قتل نفسا - بغير نفس أو فساد في الارض - فكأنما قتل الناس جميعا{ ، بل يتعداه إلى الإحياء النفسي والروحى والاجتماعى وهو قيمة جوهرية وغاية أساسية من غايات إرسال الرسل: ]لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط[ ]الحديد: 25 [وقد أمر الله لناس بها أمرا عاما: ]إن الله يأمر بالعدل والإحسان[ ]النحل 90 [ ]أمر ربي بالقسط ]الأعراف: 29] [ اعدلو هو أقرب للتقوي[ ]المائدة:8[ ]وأقسطوا أن الله يحب المقسطين[ ]الحجرات:9[ وذكر في كتابه الكريم مايدل علي أن العدل ينبغي أن يتخلل كل شىء: في القول: ]وإذا قلتم فاعدلوا [ ]الأنعام: 152[ ؛ في الإصلاح:] فأصلحوا بينهما بالعدل و أقسطوا[ ]الحجرات: 9 [؛ ]ولا يجرمنكم يحملنكم شنآن قوم علي أن لا تعدلوا ][المائدة: 8[ والعدل في اللغة التى نزل بها القرآن يتضمن معنى المساواة أيضا كما في قوله تعالى : ]أو عدل ذلك صياما[ ]المائدة: 95 [، أى مايساوى ذلك صياما ؛ (وأنه من تبعنا من يهود فإن له النصر و الإسوة غير مظلومين ولا متناصر عليهم). والإسوة هى المساواة: تقول العرب: (هو إسوتك أى أنت مثله وهو مثلك). فمن الأمور التى لا جدال فيها ضرورة تحقيق العدالة equity والمساواة equality في تقديم الرعاية الصحية ، والمقصود بذلك المساواة قدر الإمكان في توزيع الموارد الصحية علي أفراد المجتمع وفي إيتائهم الرعاية الوقائية والعلاجية ، وهذا هو مايعبر عنه الشعار المشهور لمنظمة الصحة العالمية: تحقيق الصحة للجميع المبدأ الرابع: الإحسان قيمة من القيم الجوهرية التى أمر الله عز وجل بها بقوله: ]إن الله يأمر بالعدل والإحسان[ ] النحل:90 [، فهى تتضمن أولا معنى الجودة quality فالحسن هو الجيد ، كل شىء. فالنبي صلي الله عليه وسلم يقول: ( إن الله كتب الإحسان علي كل شىء ) ومن هنا ينبع مفهوم ضمان الجودة في تقديم الرعاية الصحية ولكن كلمة الإحسان تتضمن أيضا تلك اللمسة الرفيقة الحانية التى افتقدناها أو كدنا نفتقدها في ممارسة الطب الحديث. تتضمن نفسية العطاء حيث يحب المرء لأخيه مايحب لنفسه بل ويؤثر علي نفسه ولو كان به خصاصة ويتضمن الإحسان كذلك صحوة الضمير ومراقبة الله عز وجل في كل تصرف وسلوك كما يقول النبي عليه الصلاة والسلام (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه). المبدأ الخامس: لا ضرر ولا ضرار، وهذا المبدأ نص حديث شريف صحيح جامع، او الاضرار بالغير ، بأى شكل من الاشكال.