كتابته للنبي عليه الصلاة والسلام:حيث كان معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- يكتب الرسائل الموجّهة من رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى عرب البادية، حيث ذكر المدائني: (كان زيد بن ثابت يكتب الوحي، وكان معاوية يكتب للنبي -صلّى الله عليه وسلّم- فيما بينه وبين العرب)، وقد أكّد ابن عباس -رضي الله عنهما- أنّ معاوية -رضي الله عنه- كان كاتباً للوحي، حيث روى أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال له: (اذهبْ فادْعُ لي معاويةَ،٣] وقال المسعودي: (كتب له معاوية قبل وفاته صلّى الله عليه وسلّم بأشهرٍ).٤] الجهاد في سبيل الله:هاجر معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- إلى المدينة المنورة بعد إسلامه، وحظي معاوية بشرف الجهاد تحت راية رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وشهد برفقته غزوة الطائف، وأعطاه النبي -عليه الصلاة والسلام- من غنائمها مئةً من الإبل وأربعين أوقيةً من الفضة، وبعد وفاة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان معاوية -رضي الله عنه- محطّ ثقة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فبعد أن سيّر الجيوش لفتح الشام جاء جماعة من المسلمين إلى المدينة فوجّههم إلى الشام، وبعث عليهم معاوية -رضي الله- عنه أميراً، وطلب منه اللحاق بأخيه يزيد والقتال معه، وفتح دمشق تحت راية أخيه يزيد، ثمّ بعثه يزيد -رضي الله عنه- على رأس جيش من المسلمين إلى سواحل الشام ففتحها، أمره عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بالتوجّه إلى قيسارية والاستعانة بالله على فتحها، ثمّ حاصرها ووقع بينه وبين أهلها معركةً عظيمةً، فُتحت المدينة على إثرها، ثمّ أرسل الغنائم إلى أمير المؤمنين . إنشاء أول أسطولٍ بحريٍ إسلاميٍ: بعد المعارك المتكرّرة التي خاضها معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- مع الروم علم أنّ العامل الأساسي لبقائهم، حيث إنّ المدن الساحلية في الشام واقعةٌ تحت تهديد قواتهم البحرية، فقرّر إنشاء أسطولٍ بحريٍ ليضع حدّاً لسيطرتهم على البحر، فكتب رسالة إلى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يستشيره بالأمر، حيث قال فيها: (يا أمير المؤمنين، إنّ بالشام قرية يسمع أهلُها نباحَ كلاب الروم وصياح ديوكهم، فإن أذنت بركوب البحر)، فبعث أمير المؤمنين إلى عمرو بن العاص -رضي الله عنه- يستشيره، فبعث له رسالةً قال فيها: (إني رأيت خلقاً عظيماً يركبه خلق صغير ليس إلّا السماء والماء، إِنْ ركن خرق القلوب، فلمّا سمع عمر بن الخطاب وصف البحر، أرسل رسالةً إلى معاوية، قال فيها: (لا والذي بعث محمداً بالحق، فلم يتم إنشاء الأسطول البحري في عهد عمر بن الخطاب، ولمّا تولّى عثمان بن عفان الخلافة أعاد معاوية الطلب مراراً وتكراراً، حتى وافق الخليفة عثمان عليه، وأصبحت السفن تُبنى في طرابلس، وغزا به معاوية جزيرة قبرص. ولاية أمر المسلمين: تولّى معاوية -رضي الله عنه- ولاية الشام بأمرٍ من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وبقيت الشام تحت حكمه عشرون سنةً، حكم خلالها العرب والعجم، ثمّ أصبح ملكاً على الشام،