كتاب ألف ليلة وليلة، بالشكل الذي نعرفه اليوم، مستمدٌّ بشكل كبير من نسخة جالان الفرنسية. هذه المعلومة تُظهر أمرين: أولاً، الكتاب لا يمثّل الحضارة الإسلامية أو العربية، إذ يتضمن تأثيرات فارسية وهندية واضحة، بل ويُزعم أنّ جالان حرف في الترجمة وأضاف قصصاً من خياله. ثانياً، رسم الكتاب صورة نمطية خاطئة للشرق، صورة سبقت عصر الكتاب نفسه، وقد عزّزها ورسّخها. انتشر الكتاب في أوروبا بشكل واسع، مؤثّراً في الأدباء والفلاسفة، مثل فولتير. لكنّ تأثيره الأخطر كان في ترسيخ صورة نمطية للشرق في الوعي الأوروبي. ظهرت أعمال أدبية اوروبية كثيرة، مثل "كاميره بابل"، مستمدة من هذه الصورة النمطية، تصوّر الشرق الإسلامي كأرض للذهب والتجار الفاسدين والنساء الخليعات. أكثر من ذلك، حفّزت هذه الصورة شخصيات مثل جوزيف فون هايمر على زيارة الشرق، ما أسهم في تأسيس الحركة الاستشراقية، التي يراها إدوارد سعيد أداة للاستعمار. يُربط الاستشراق بالاستعمار، كما في حملة نابليون على مصر، حيث استُخدمت صورة "ألف ليلة وليلة" لتبرير الاستعمار. حتى اليوم، لا تزال هذه الصورة النمطية موجودة في أعمال مثل "موجز تاريخ العالم"، وفي السينما، مثل فيلم علاء الدين، وحتى في منصات التواصل الاجتماعي. يُحاول المؤرخون منذ ذلك الحين تصحيح هذه الصورة الخاطئة للتاريخ الإسلامي، لكنّ تأثير "ألف ليلة وليلة" لا يزال باقياً.