إن الله تعالى لم يجعل العبرة مقرونة بأولي الألباب من فراغ؛ ففي مواجهة الخطر، لا يهمّنا فقط تجاوزه، بل كيف نتجاوزه بأقل الخسائر. الصواب هو التفكير الرزين لدفع الخطر بأقل الأثمان، فما جدوى النجاة بخسائر باهظة؟ النبي صلى الله عليه وسلم خير مثال، فقد انتصر بفضل التخطيط والحكمة، مُحقّقاً النصر بأقل الخسائر، كما في قوله تعالى:"كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله". الفئة القليلة تنتصر بأرباح كبيرة ودون خسائر، بخلاف الفئة الكثيرة التي تنتصر بخسائر فادحة لعدم علاج الخطر بحكمة. ميزنا الله بالعقل لنواجه معطيات الحياة، ومنها دفع الخطر، فلا يمكن دفعه دون تفكير. نكون مفكرين حقيقيين عندما ندفع الخطر بأقل الخسائر، فمن يدفع الخطر بثمن قليل أوعى ممن يدفعه بثمن باهظ.