شكلت عمان على امتداد التاريخ مركزًا حضاريًا نشطًا، وعندما انهار سد مأرب عام 120 ميلادية تكاثرت هجرات القبائل العربية إلى عمان وكانت أولى الهجرات هي هجرة قبيلة الازد بقيادة مالك بن فهم الازدي. تُشير الدراسات التاريخية إلى الصلات العديدة بين حضارة مجان وحضارة الشرق القديمة في الصين والهند وبلاد مابين النهرين، وتؤكد الحفريات التي أُجريت في ولاية صحار إن صناعة تعدين وصهر النحاس كانت من الصناعات الرئيسية في عمان قبل الميلاد بألفي عام، ويبدو من المؤكد إن دولة مجان التي ورد ذكرها في صحف السومرين هي ذاتها ارض عمان، كما إن مادة اللبان المعروفة حاليًا في عمان والذي اعتادت ملكة سبأ أن تُقدمه لسليمان عليه السلام كان ينتج في محافظة ظفار. يرجع بعض المؤرخين نشأتها إلى الالف الرابع قبل الميلاد، وكان أسطولها العربي هو الوسيلة الوحيدة لنقل حضارة مينا وبابل وسوسة إلى الهند، وتوسطوا في نقل التجارة من مختلف السواحل ولا تزال صناعة بناء السفن الشراعية معروفة حتى اليوم مع قلة ربحها وعدم تمكنها من منافسة البواخر إلا أنها على كل حال مورد رزق لأصحابها لاقتناعهم بالقوت القليل، وفي ختام هذا التقرير يتبيّن لنا أن معظم الأدلة الجيولوجية الأثرية تقترح أن مجان كانت جزءً مما هو اليوم سلطنة عُمان، ومثل هكذا حضارات هي مدعاة للفخر بالنسبة لمن ينتمي إليها.