: حميد بن محمد المرجبي فاتح الكونغو. وظهور نوابغ القواد ورجال الدهاء إلا بين أهل العرب، ويعجبهم على الخصوص إذا قرءوا عن قائد أو وزير أو ملك نبغ من بين العامة وتسلم عرش السيادة بجدِّه وسعيه، وارتقى بهمته وسعيه حتى قاد الألوف وفتح البلاد؛ نعني به حميد بن محمد بن جمعة المرجبي الملقب بتيوتيب فاتح الكونغو بأواسط أفريقيا، ١) تمهيد ولكن رجالها لا يتكلمون إلا اللغة الزنجبارية وإنما حفظوا اسم القبيلة فقط، ثم آل أمر تلك الأقطار مع توالي الزمن إلى الانحطاط حتى جاءها سعيد بن سلطان الأزدي جد العائلة المالكة الآن في زنجبار وعمان، ثم رحل إليها العرب من عمان كما رحل إليها قبائل البراري والإفرنج. ٢) ترجمة حاله وهو حميد بن محمد بن جمعة المرجبي في سنة ١٢٤٨ﻫ وقد نشأ في عصر مظلم وبلاد مظلمة، ولم يرَ بين يديه إلا أقوامًا لباسهم الجهل وطعامهم الفقر، خالين من كل فضيلة، ولما بلغ السنة الخامسة من العمر اجتهد والده بتعليمه القراءة والكتابة وكتاب الله فأخذ منه بالقسط الأوفر في أقرب وقت، ولكن المترجَم لم يجد لنيل بغيته طريقًا مع مطالبة نفسه بها، ثم بلغه أن والده وصل إلى مدينة تبورة وتزوج بابنة سلطان الأنيموز (قبيلة من الزنوج لا يختتنون، وبعد مسير ثمانين يومًا في البراري والقفار وصل إلى تبورة فوجدها كبيرة، ثم واجه السلطان وهو صهر والده، وقرَّبه منه فقوي نفوذه لديه وبقي هناك متاجرًا. ثم حصل خلاف بين صهر والده وسلطان آخر من سلاطين الزنوج، وخرج حميد بن محمد لنجدة صهر والده ببعض الزنوج والمماليك،