الملك الناصر أبو المظفر صلاح الدين والدنيا يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان بن يعقوب الدُويني التكريتي (532 - 589 هـ / 1138 - 1193 م)، المشهور بلقب صلاح الدين الأيوبي قائد مسلم أسس الدولة الأيوبية التي وحدت مصر والشام والحجاز وتهامة واليمن في ظل الراية العباسية، بعد أن قضى على الدولة الفاطمية التي استمرت 262 سنة. قاد صلاح الدين عدّة حملات ومعارك ضد الفرنجة وغيرهم من الصليبيين الأوروبيين في سبيل استعادة الأراضي المقدسة التي كان الصليبيون قد استولوا عليها في أواخر القرن الحادي عشر، وقد تمكن في نهاية المطاف من استعادة معظم أراضي فلسطين ولبنان بما فيها مدينة القدس، بعد أن هزم جيش بيت المقدس هزيمة منكرة في معركة حطين. كان صلاح الدين يقول بمذهب أهل السنة والجماعة،  [5] وروي أن عبد القادر الجيلاني دعا له عندما رآه بالبركة فيه، خلال «زيارة خفية» لنجم الدين أيوب وأسرته ببغداد سنة 533 هـ/1138م، 11] وإنه كان يصحب علماء الصوفية الأشاعرة لأخذ الرأي والمشورة، 12] يشتهر صلاح الدين بتسامحه ومعاملته الإنسانية لأعدائه، حيث كتب المؤرخون الصليبيون عن بسالته في عدد من المواقف، أبرزها عند حصاره لقلعة الكرك في مؤاب، وكنتيجة لهذا حظي صلاح الدين باحترام خصومه لا سيما ملك إنجلترا ريتشارد الأول «قلب الأسد»، جميعها كانت ألقاب تُطلق على صلاح الدين الأيوبي. لقب "خادم الحرمين الشريفين" كان يشير إلى السيطرة التي بسطها الأيوبي على العالم الإسلامي، وخاصةً في توحيد قوة المسلمين للجهاد في سبيل الله ضد الصليبيين. كان والده أيوب وعمه شيركوه قادة عسكريين من النخبة تحت قيادة عماد الدين زنكي. بعد نشأته في دمشق وترقيته في الرتب العسكرية، انضم الشاب صلاح الدين الأيوبي إلى الجيش بقيادة عمه شيركوه، الذي خدم نور الدين زنكي ووريثه في رحلة عسكرية إلى مصر. بعد وفاة شيركوه سنة 1169م، تم اختيار صلاح الدين خلفاً له في قيادة قوات نور الدين في مصر. كما تم تعيينه وزيراً للخلافة الفاطمية المنهارة التي حكمت مصر في ذلك الوقت. ألغى الأيوبي الخلافة الفاطمية وضم مصر إلى الحكم الزنكي، فازدادت مكانته وشعبيتهانتقل فيما بعد إلى سوريا مع جيش صغير، ومن سنة 1174م إلى 1186م سعى إلى توحيد جميع الأراضي الإسلامية في سوريا وشمال بلاد ما بين النهرين وفلسطين ومصر، وقد نجح بتوحيد الأراضي الإسلامية بفضل حكمته ودبلوماسيته واستخدامه للقوة العسكرية عند الحاجة. عُرف عمل صلاح الدين الأيوبي بالتفاني الشديد وفكرة الجهاد والحرب، وانتشار المؤسسات الدينية الإسلامية. سعى إلى جمع العلماء، وأسس الكليات والمساجد وكلّفهم بكتابة الأعمال لا سيما تلك التي تحكي عن الجهاد. حملات صلاح الدين الأيوبي ضد المسلمين توفي نور الدين زنكي سنة 1174م، وشنّ صلاح الدين حملة للسيطرة على الأراضي التي كان يحكمها. كسلطان لمصر، كما غزت قواته اليمن، مما مكنه من إحكام سيطرته على البحر الأحمر بأكمله. بالإضافة إلى مآثره العسكرية، تزوج من "عصمت"، أرملة نور الدين، وهي ابنة الحاكم الدمشقي الراحل أونور، مما ساعده على اكتساب الشرعية من خلال الإرتباط بسلالتين حاكمتين. قبل ذلك، عقب مرض ووفاة الخليفة الفاطمي العاضد، والذي كان اختار صلاح الدين ليكون وزيراً له وقائداً للجيش، إلا أن صلاح الدين، وبضغط من نور الدين، وأمر بالخطبة للخليفة العباسي، في إشارة إلى انتهاء الخلافة الفاطمية، ما سرع بموت الخليفة الفاطمي.