قدم مرسي لزيارة شعبان زميله في المصلحة، فاستقبله مرحبا وقدم له التحية وبارك له على ترقيته إلى الدرجة الخامسة، وعلى حصوله على منصب رئيس قلم، ولم يكن شعبان من بينهم ويحاول مرسي أن يواسي شعبان ويسأله عن السبب في تجاوزه في الترقية، ويتقرب إلى الله بصلاة السنن، ولم يكن اسمه بين المرقين. ولم يكن شعبان كسولا ولم يؤخر عمل اليوم إلى الغد، وهنا يصفه مرسي بأنه "حمار شغل" وفهم شعبان نواياه، ولكن ما الحل؟ الحل أن يعمل بنصيحة مرسي، فيفرغ كل يوم من ثلاثة ملفات ويترك الباقي وقدره سبعة وعشرون ملفا إلى اليوم التالي، ويستمر الحوار حتى يبين مرسي لزميله الطريقة الخبيثة التي يضمن بها الترقي والتي جربها من قبل. وبعد مرور شهر وقد تراكمت أكداس الملفات فوق مكتب شعبان وفي كل ركن من الأركان. ويدور حوار بينهما حول أعباء العمل، ويسأل عن عدد الملفات التي ينجزها شعبان وبعملية حسابية بسيطة يتضح للمفتش أن العمل في حاجة إلى عشرة موظفين، وقد كان شعبان يطمع في ثلاثة وهنا تبرز مشكلة جديدة لأن حجرة واحدة لا تتسع لعشرة موظفين بالإضافة إلى شعبان، ويجد شعبان الحل الحجرة المجاورة له وهي فسيحة يشغلها العامل بأدوات الشاي والقهوة ويمكنه أن يحتلها للموظفين الجدد، وهي حاجة الموظفين إلى مكاتب ومقاعد، ويرد المفتش بأن التوريدات ستقوم باللازم فور القرار بتعيينهم. ويوافق المفتش وبعد تفكير، يقر أن من حق شعبان الحصول على رئيس المكتب ويفرح شعبان لذلك فرحا شديدا وينتقل إلى غرفته الجديدة مع بعض الموظفين الذين صار رئيسا عليهم ثم يدور الحوار بين شعبان والموظفين حول الترقيات ويتجه إلى كمال يسأله عن الأخبار فيجيبه بأن وكيل الوزارة وعد خاله بترقيته إلى الدرجة السادسة وفي هذه الحالة سيرقى شعبان، ويجيب بأنه علم من عمه أن هناك قرارابترقيته هو أيضا إلى السادسة لأن عمه غضب حين علم أن وظيفته من الدرجة السابعة وأكد له رشاد أن ترقيتهما لا بد أن تؤدي إلى ترقيته إلى الدرجة الخامسة، يعلن لهم أن الوزير وافق على منح موظفي القلم درجات سادسة، رئيس القلم فسيمنح الدرجة السادسة، ويربط على الدرجة الخامسة. ويهتف شعبان مبروك يا إخواني "لكل مجتهد نصيب".