مات والد خليل قبل أن يرى ولادة أول ابن له . أن ابنها قد أصبح من اللصوص الصغار الذي يسرق جيرانه وبسرعة أخذ الصغير يبحث عن عمل له يستطيع به إطعام نفسه . تعلم خليل من أحاديث اللصوص قساوة القلب وموت المشاعر وعدم يفتح أبواب منزله بعد صلاة الجمعة للفقراء والمساكين يأكلون فيه أطيب الطعام وأحلاه ، فأوكل خليل أمر مراقبة تحركات التاجر إلى أحد أفراد عصابته لينقل له ساعة فساعة أخبار التاجر الموصلي الغريب كلها . لذلك بيعها جميعها قبيل أذان المغرب ، وسار إلى الموصل وخلفه الرعاة الذين استأجرهم كي يحرسون ماشيته ويحمونه من شر الطريق ولصوصه فجفلت بغلة التاجر وسقط أرضاً مصدوماً سلَّ خليل خنجره وصعد على صدر كله ، أخذ يكررها ويضحك بصوت مرتفع وكأنه سمع نكتة طريفة تستدر الضحك والابتسام . العشرة جثث هامدة يسبحون بدمائهم في باطن ذلك الوادي الموحش . ثم وجد مقتولا في اليوم الذي تلا بيعه لقطعانه ، وأوكلوا قضيته إلى الله . فاستقدم قائد الشرطة الشهود الذين سمعوا القصة من المتهم مباشرة والذين جالسوه على مائدة العشاء نفسها ، وبعد صدور هذا الحكم ،