يرجع نسب الحارث بن حلزة إلى قبيلة بكر بن وائل من بدو العراق، فهو الحارث بن حلزة بن مكروه بن يزيد بن عبد الله بن مالك بن عبد بن سعد بن جشم بن ذبيان بن كنانة بن يشكر بن بكر بن وائل، والذي يعرَف باسم الحارث بن حلزة اليشكري، وهو واحد من عظماء قبيلة بكر بن وائل، وقد كان من أكثر الناس فخرًا بقومه وأصبح مضرب المثل في ذلك.يقدَّر أنَّ الحارث بن حلزة اليشكري ولدَ في عام 430م على وجه التقريب، إذ اعتبر كثير من المؤرخين أنه كان واحدًا من المعمرين في عصره، وأنَّه قد توفي في عام 580م وعمره آنذاك نحو 150 عامًا، ولذلك يقدَّر أنَّه ولد في عام 430م، وقد نالت حياته اهتمام كثير من المؤرخين العرب والمستشرقين، وقد أجمعت الروايات على أنَّه كان محاربًا نبيلًا، كما اتُّصف بالحنكة والذكاء والدراية، إضافةً إلى حسن مخاطبة الملوك وارتجال الشعر أمامهم، وقد ظهر ذلك في كثير من الأشعار التي نظمها، ولا سيما معلقته الشهيرة التي مطلعها آذنتنا ببينها أسماء.نبذة عن معلقة الحارث بن حلزة اشتهر الحارث بن حلزة اليشكري بمعلقته الشهيرة والتي ارتجلها في قصر الملك عمرو بن هند، وذلك ردًّا على معلقة الشاعر عمرو بن كلثوم، فأعدَّ القصيدة وعلَّمها لبعض الأشخاص حتى يقرؤونها نيابةً عنه أمام الملك، لأنَّ الأبرص كان ينشد أمام الملك وهو يقف خلف سبعة ستور، ثمَّ يغسَل أثره بالماء.لكنَّ الحارث غير رأيه وأنشد القصيدة وفق تلك الشروط، وقد أثرت تلك القصيدة بالملك، وأمر برفع الستور وقرب الحارث بن حلزة منه، ومنع غسل أثره بالماء بعد أن يذهب، وكان الدافع الرئيسي لكتابة القصيدة هو دفاع الحارث عن قبيلته وتكذيب الشاعر عمرو بن كلثوم، وتضمّ القصيدة 85 بيتًا من الشعر وقد كتبت بين عام 554م وعام 569م.