أجمع علماء العرب على أن مظاهر التماسك كانت مستمرة منذ أن بدأ إهتمام علماء العرب بالنص  القرآني، بقوله "وعند ما وصل الأمر إلى التابعين، قامت كل طائفة من علماء العرب بفن من فنونه، إلى غير ذلك من حصر الكلمات المتشابهة، واعتنى النحاة بالمعرب منه والمبني من الأسماء والأفعال، وأوسعوا الكلام في الأسماء وتوابعها، ورسوم خط الكلمات وجميع ما تتعلق به؛ وبعضهم أعربه كلمة كلمة. فوجدوا منه لفظا يدل على معنى واحد، ولفظا يدل على معنيين، ولفظا يدل على أكثر، فأجروا الأول على حكمه، وأوضحوا معنى الخفي منه، وخاضعوا في ترجيح أحد محتملات ذي المعنيين والمعاني، ونظر الكتاب والشعراء إلى ما فيه من جزالة اللفظ، فاستنبطوا منه المعاني والبيان والبديع، ونظر فيه أرباب الإشارات وأصحاب الحقيقة فلاح لهم من ألفاظه معان ودقائق وجعلوا لها أعلاما اصطلحوا عليها،