ويعالج مفهوم الشخص والهوية الشخصية. ويمتلك كل شخص هوية خاصة به وتسمح له بالتميز عن الآخرين، يرى صاحب النص أن الهوية الشخصية تقوم على استمرارية الجسد عبر الزمن المرتبطة بالذاكرة. وقد أكد على وجود علاقة وثيقة بين الجسد والذاكرة في تحديدها لهوية الشخص. وهذه العلاقة المتبادلة بين هذين العنصرين هي التي تمنح كل شخص هوية تميزه عن غيره. ثم انتقل لعرض أطروحته التي مفادها أن أساس الهوية الشخصية هو استمرارية الجسد عبر الزمن والذي يستند في ذلك إلى الذاكرة التي تتصل بنفسها بالجسد الخارجي والعالم الباطني. يمكن القول أن صاحب النص يختزل هوية الشخص في استمرارية جسده عبر الزمن وهذا الأخير يعود إلى ذاته باستمرار بفضل وعيه الداخلي الذي تجسده الذاكرة. في نفس السياق أكد "جون لوك" على أن هوية الشخص متجذرة في الزمن، وأن الشخص يدرك بأنه الشخص ذاته في أزمنة وأمكنة مختلفة، لذلك فحسب "شوبنهاور" أساس الهوية الشخصية هو الإرادة التي تمثل نواة وجودنا والذات الحقيقية المحركة لوعينا وذاتنا العارفة. من هنا نستخلص أن مسألة الهوية الشخصية تميزت بالاختلاف. فقد تكون الأنا قائمة على الوحدة والتطابق وقد تكون متغيرة بتغير الشخص نفسه. والمهم هو أن يكون للشخص بامتلاكه هذه الهوية قيمة، وأن يكون وجوده ذا معنى أي قيمة تعلى ولا يعلى عليها بين باقي الكائنات.