«ياله من يوم بديع!» قالت آن وهي تَعبُّ نفسًا طويلًا. الرائع أن نكون على قيد الحياة في يوم كهذا اليوم؟ إني لأشفق على الناس الذين لم يُولدوا بعد لحرمانهم منه، وما يزيد جماله جمالًا هو هذا الدرب اللطيف الذي نسلكه إلى المدرسة،«لا شكّ أنّه أفضل بكثير من سلوك الطريق الرئيسني حيث القيظ والغبار» أجابتها ديانا بأسلوب عملي، وهي تسترق النظر إلى سلّة طعامها التي توجد فيها ثلاث كعكات توت شهبات دسمات، وتُجري في ذهنها عملية حسابية لترى كم عدد القضمات التي يمكن أن تحصل عليها كل بنت، عندما تقسّم تلك الكعكات الثلاث على عشر بنات.اعتادت بنات مدرسة أفونليا الصغيرات على تشاطر الطعام فيما بينهن، أو تقاسمها مع أعزّ رقيقة لديها فقط، كفيلًا بوصم تلك البنت إلى أبد الآبدين بعار الشُّح، مع ذلك كان من المؤكد أن تقاسم تلك الكعكات مع عشر بنات لن يتيح للمرء إلالذّة التذوق ثم عذاب الحرمان.كان الطريق الذي سلكته آن وديانا إلى المدرسة طريقًا لطيفًا واعتبرت أن هذه المسيرات مع ديانا من وإلى المدرسة مسيرات كاملة الجمال، يعجز حتى الخيال عن إبداع ما هو أفضل منها،