فما وجدتُ أمتع من الخلوة بكتاب، إن الميل إلى المطالعة والرغبة فيها هى أفضلها. الطالب إذا اقتصر على دروس المدرسة ولم يطالع لا يصير عالمًا. وما دروس المدرسة؟ إن مثال ما يقرؤه الطالب في الثانوية مثال من يُريد أن يعمل وليمة، فهو يدخل المطعم ليختار طعام الوليمة، ولقمة من الكيمياء. فإذا لأن اللقمة لا تشبع الجائع! فليتعود الطلاب المطالعة، وليبدؤوا بالكتب الخفيفة السهلة. صغير، فأتيته بـ (قصة عنترة) في ثمانية مجلدات. أدب، وفيها كثير من أخبار العرب، فليبدأ الطلاب ولو بالقِصَص، المغزى. ولقد تُرجمت أكثر القِصَص الأدبية العالمية، ترجمها الزّيات، وغيرها من كتب التراجم التي هي أجمل من القِصَص. ثم ينتقلون من القصص إلى كتب الأدب، فيقرؤون ـ مثلاً ـ (البخلاء) للجاحظ، المقفع. ثمَّ يقرؤون كتبا أنفع ككتاب ( صيد الخاطر) لابن الجوزي، ثم يقرؤون كتب العلم. فضلا عن كونه أساس الهداية للقلب، وكونه دستور الحياتين وسبب السعادتين. بل لا يكاد يقل عن خمسين، فكثير من النَّاس قرؤوا أكثر من ذلك، فالكتب مثل الأطعمة، فيها النافع وفيها الضَّار. ليوسع أفقه ويزيد علمه، ويصبح بين الطلاب كأنه طالب حافظ لدرسه! وهي ضرورية للطبيب، الدين، ليرى ما حدث في الدُّنيا،