هدفت هذه الدراسة إلى تحليل العلاقة بين السياحة والتنويع الاقتصادي وأثرهما المشترك على تحقيق النمو المستدام في الجزائر خلال الفترة (1995–2022)، وذلك من خلال استخدام أساليب الاقتصاد القياسي، بالاعتماد على نموذج الانحدار الخطي المتعدد (OLS). تم اختيار مجموعة من المتغيرات التفسيرية شملت: عدد السياح الوافدين، بالإضافة إلى مؤشر التنويع الاقتصادي، في حين تم اعتماد الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي كمؤشر للنمو المستدام. وقد أظهرت نتائج التقدير وجود علاقة معنوية بين بعض مكونات النشاط السياحي والنمو المستدام، في حين سُجل تأثير سلبي لكل من عدد السياح ومساهمة السياحة في الناتج المحلي، مما يعكس محدودية الأثر الكمي للسياحة في غياب الجودة والكفاءة. أما العلاقة بين السياحة والتنويع الاقتصادي فقد كانت عكسية وغير متوقعة، وهو ما يعكس إشكالية في توظيف السياحة كأداة تنويع في السياق الجزائري. كما كشفت نتائج الدراسة عن استمرار التركّز الاقتصادي المرتفع، مما يعزز الحاجة إلى إصلاحات هيكلية تعزز مساهمة القطاعات غير الريعية، في دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق نمو مستدام وشامل على المدى الطويل.