فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث ثلاث سنين مسرا بالدعوة منذ أرسله الله، يدعو سرا من يثق به من قومه، قال المباركفوري في الرحيق المختوم تحت عنوان:"ثلاث سنوات من الدعوة السرية. أن تكون الدعوة في بدء أمرها سرية؛ وأما إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه فكان بعد ذلك بسنتين تقريبا ؛ فقد أسلم- رضي الله عنه- في ذي الحجة سنة ست من النبوة بعد ثلاثة أيام من إسلام حمزة- رضي الله عنه- وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد دعا الله تعالى لإسلامه . فقد أخرج الترمذي عن ابن عمر، ولعل ما سمعت عن إسلام عمر هو ظهور الإسلام به وقوة المسلمين بعد إسلامه هو وحمزة كما جاء في كتب السير . فقد جاء في الرحيق المختوم:روى مجاهد عن ابن عباس قال : سألت عمر بن الخطاب : لأي شيء سميت الفاروق ؟ قال : أسلم حمزة قبلى بثلاثة أيام ـ ثم قص عليه قصة إسلامه . وقال في آخره : قلت ـ أي حين أسلمت : يا رسول الله، قال : قلت : ففيم الاختفاء ؟ والذي بعثك بالحق لنخرجن، وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول : ما كنا نقدر أن نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر. وعن صهيب بن سنان الرومي رضي الله عنه قال : لما أسلم عمر ظهر الإسلام. وعن عبد الله بن مسعود قال : ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر .