• الأمن هو أغلى ما تحتاجه وتسعى إليه جميع المخلوقات والأمن الذى ينشده الإنسان والجماعة والدولة هو غاية سعى إليها منذ بدء الخليقة بكل الوسائل والأساليب بما فيها – الحرب . • ·وقد تركز مفهوم الأمن من الناحية التطبيقية في البداية حول القوة التي كان يمثلها الجانب العسكري ثم تطور مفهوم الأمن طبقا لتطور الاحتياجات والتهديدات ليشمل المفهوم الاقتصادي الذى ينعكس تأثيره على كل آفاق المجتمع بما فيها النواحي العسكرية والمفهوم الاجتماعي الذي يتصل بالعدل والمساواة والتضامن الاجتماعي بالإضافة الي المستوى السياسي والدبلوماسي الذى يرتبط بالتفاعل الايجابي مع القوى والدول الأخرى على المستوى الإقليمي والعالمي والتي تهدف جميعها إلي استقرار ورفاهية المجتمع. • ý لذلك فإن مفهوم الأمن القومي للدولة: • ·هذا المصطلح معرب عن الدول الأوربية التي استخدمت اصطلاح National Security والذى ظهر حديثا كنتيجة لوجود الدولة القومية في أوربا National State فقد وجدت في أوربا الدولة القومية في القرن السادس عشر وما تلاه وأخذت كلمة القومية Nationalism تأخذ مكانها وتبدلت الو لاءات من ولاء للملك أو الأمير الي ولاء للدولة، فظهرت مصطلحات كثيرة تترجم تلك المشاعر القومية فمثلا مصطلح المصلحة القومية National Interest ومصطلح الشرف القومي National Honor ومصطلح الإرادة الوطنية National well أو الإرادة العامة General well وقد أخذت العربية هذه المصطلحات، وأول من وضع تعريف محدد يتناول المصطلح هو الأمريكي (والترليبمان Walter Lippiman في عام 1943). • ·في أعقاب الحرب العالمية الثانية انشغل علماء الاجتماع بموضوع الأمن القومي وخلصوا أن الأمن القومي يتهدد بتهديد القيم الأساسية أو الجوهرية للدولة وبالتالي يمكن القول بأن الخطر الذى يمكن أن يواجه الدولة ويهدد أمنها القومي يأتي من مصادر خارجية، وكان التهديد الواضح في تلك الفترة الزمنية هو التهديد العسكري (باستخدام الصراع المسلح) "أن الدولة تكون آمنة عندما لا تحتاج للتضحية بمصالحها المشروعة في سبيل تجنب الحرب، وأنها قادرة في حالة التحدي على حماية تلك المصالح بشن الحرب" وقد ربط (ليبمان) هذه المصالح المشروع بقيم للدولة ، ويضيف (ليبمان) " أن أمن الدولة يجب أن يكون مساويا للقوة العسكرية والأمن العسكري بالإضافة الي إمكانية مقاومة الهجوم المسلح أو التغلب عليه. • • ·وقد اتضح للعديد من المهتمين بشئون الأمن القومي ولعديد من الدول عجز التفسير أو المفهوم الذي قدمه "ليبمان" للأمن القومي، لذلك اتسع مفهوم الأمن القومي لدى العلماء وأصبحت القوة الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية عاملا فاعلا ففي العلاقات الدولية، • ·وقدم البروفيسور فردريك هارتمان Fredrik Hartman رؤية يؤكد أن الأمن القومي القومي هو جوهر المصالح القومية الحيوية للدولة • ·"Security is the Sum total of the vital • ·كما قدم "جيرالد هويلر – Gerold F. Wheeler" في دائرة المعارف الأمريكية تعريفا آخر للأمن القومي هو :"حماية الدولة ضد جميع الأخطار الداخلية والخارجية". وتعاريف الأمن القومي للمدارس الفكرية الرئيسية فمنها من جعل الأمن القومي (مهمة القوة العسكرية) ومنهم من أشار الي البعد الداخلي للأمن وأنه لم يعد يتهدد من الخارج فحسب كما لم تعد القوة العسكرية وحدها هي القادرة على تحقيق الأمن القومي، وهذا يوضح تفهم هذا الاتجاه للتطور في المجتمع الدولى وظهور القوى الجديدة ومدى تأثيرها، والدور الاجتماعي والأقتصادى والسياسي في تحقيق الأمن القومي أي أن الدولة تحقق أمنها القومي بقوتها القومية National power والتي قد تسمى القوة الشاملة Total power. • ·المدرسة الحديثة. • ·المدرسة المثالية. • ·المدرسة القديمة: • ·وهذه المدرسة تبني مفهومها على تحقيق الأمن القومي عن طريق تطوير القوات المسلحة والقوات شبه النظامية وأجهزة الأمن المختلفة كأسبقية أولى باعتبارها جميعا عناصر التأمين الأساسية والحاسمة للأمن. • • ·المدرسة الحديثة: • · تتبنى مفهوم تحقيق الأمن عن طريق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية كأس بقية أولى على التطور العسكري باعتبار أن الإنماء الاقتصادي والاجتماعي والسياسي هم الركائز للاستقرار داخل المجتمع والتي تجنبه الصراعات وبالتالي تحقق أمن واستقرار ذاتي نابع من القواعد الشعبية صاحبة المصلحة الحقيقية في الأمن والاستقرار والرفاهية مؤكدين أن الأمن القومي هو التنمية ولا أمن بدون تنمية. • • ·المدرسة الثالثة وهي المدرسة المثالية • ·ومفهومها أن العدل هو أساس الأمن القومي وأساس الاستقرار باعتبار الشعور بالظلم هو مصدر التهديد الأساسي للأمن القومي والاستقرار سواء كان ذلك على مستوى الفرد أو الجماعات أو حتى الدول وان العدل يشمل العدل مع النفس وعدل مع السماء وعدل مع الآخرين فتستقر النفوس ويتحقق الأمن ويسود الاستقرار، وتأكيدا لذلك قول الحق تبارك وتعالي في كتابه الكريم إذا يقول: "الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون" (صدق الله العظيم) • ·ونخلص أنه على كل دولة أن تختار لنفسها مدرسة أو أكثر لتخطيط أمنها القومي طبقا لظروفها وقدراتها ومصادر التهديد الموجهة ضدها وموقعها الجغرافي وأعدائها وأصدقائها وحلفائها ومواردها والإمكانيات الأمنية الممكن توفرها، حيث تأخذ الدولة من المدارس الثلاث بما يحقق مصالحها العلُيا وأهدافها القومية. • • ý مدرسة الأمن القومي المصري: • أما المدرسة المصرية فإنها تجمع بين ما تنادي به المدارس الثلاث السابقة لمواجهة كافة التهديدات في ظل الظروف الداخلية والإقليمية والعالمية المعاصرة بما يحقق: • ·الاحتفاظ بقوات مسلحة قوية ومتطورة باعتبارها القوة الرادعة ودرع الدولة ضد كافة التهديدات الخارجية وأداة الحسم ضد التهديدات الداخلية. • ·العمل على ترشيد أنفاق القوات المسلحة لتوفير أكبر قدر من الموارد المتيسرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية • ·الاحتفاظ بإمكانيات قادرة على ردع العدوان ومواجهة التهديدات المختلفة المحيطة بنا إقليميا وعالميا. • · كما نطالب بقوات أمن واعية لتأمين المواطنين وبث الطمأنينة بينهم، مع ترشيد إنفاق القوات المسلحة لتوفير أكبر قدر من الموارد المتيسرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لإيماننا انه لا يمكن تحقيق التنمية بدون استقرار ولا يمكن تحقيق الأمن بدون قوة عسكرية قادرة على ردع العدوان ومواجهة التهديدات المختلفة المحيطة بنا إقليميا وعالميا. كما أن ما يتسم به الشعب المصري على اختلاف عقائده من إيمان عميق وقيم دينية وأخلاقية يجعل مدارس الأمن الثلاث الذى أشرنا إليها هي أساس أمنه القومي. • ý العوامل المؤثرة على الأمن القومي: ý ويرتبط الأمن القومي بقوى الدولة الشاملة التي تبني على الآتي: 1- العنصر الجيوبوليتكي: شكل الدولة/ طبوغرافيتها/ موقعها. 2- العنصر الديموجراجي: ويشمل السكان (النمو – الكثافة – التعليم – الصحة) 4- العنصر الاقتصادي: ويشمل الموارد / والإمكانيات وحسن استغلالها 5- العنصر العسكري: وتشمل حجم وكفاءة وتطور القوى العسكرية. 6- وتعتبر الإرادة والعزيمة القومية للشعب هي أهم العناصر التي تفعل كل العناصر السابقة وتحول القدرات المتاحة الي قوى مؤثرة. ý خصائص الأمن القومي: • ·الأمن القومي متكامل: • • ·أن الأمن القومي كل لا يتجزأ , • • ·الأمن القومي غير مطلق : • • ·الأمن القومي المطلق (الكامل) هو درب من دروب الخيال باعتبار أن الأمن دائما غير كامل (نسبي) مما يسمح لنا بالمرونة في التخطيط الاستراتيجي للأمن ومحاولة تحسين مستواه وتوسيع نطاقه كلما أمكن ذلك طبقا لتدفق المعلومات وتوفرها. • • ·الأمن القومي ديناميكي: • ·وباعتبار الأمن القومي كيان ديناميكي دائم التطور تبعا لتطور الأوضاع الداخلية والإقليمية والعالمية، • ·أن الأمن القومي الشامل يؤمن كافة نشاطات قوى الدولة السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية سواء على المستوى الوطني أو الإقليمي أو العالمي ضد كافة التهديدات وفي ظل الظروف والبيئة الدولية المعاصرة يعتبر الأمن القومي في المجال الاقتصادي على قمة الأولويات الأمنية. ý اتجاهات مفهوم الأمن القومي: • ·(الأمن القومي الشامل) : • • ·كما سبق ذكره أن الأمن القومي كان في الماضي يقتصر على الأمن العسكري سواء قوات مسلحة أو قوات امن داخلي ولكن مع تطور الفكر الاستراتيجي الي الإستراتيجية الشاملة اتسع مفهوم الأمن القومي ليكون أكثر شمولا ليؤمن العمل الوطني الشامل في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأيدلوجية والعسكرية وهو ما يعرف بالأمن القوم الشامل وأصبح هناك: • ·أمن قومي سياسي و يهدف أساسا الي المحافظة على: • ·حرية الإرادة الوطنية. • ·حرية القرار السياسي للدولة. • ·أمن قومي اقتصادي • • ·يهدف الي حماية الاقتصاد الوطني ضد أي تهديدات خارجية أو داخلية مع: توفير الحماية للمنشآت الاقتصادية في الدولة ومصادر ثروتها في الداخل والخارج مع المحافظة على التوازنات الاقتصادية التي تؤمن احتياجات ومصالح الوطن واستقراره ( الإنتاج والاستهلاك- الموارد والإنفاق- الادخار والاستثمار- الاستيراد والتصدير). • • ·أمن قومي اجتماعي يهدف الي: • • · الحرص على تماسك الوحدة الوطنية. • · تحقيق سلام اجتماعي بين قوى الدولة وعناصرها وطبقاتها المختلفة. • ·حماية المواطنين ضد حملات الغزو الفكري والثقافي والتطرف العقائدي أو السياسي أو التطرف الديني مع حماية المجتمع من الغزوات الثقافية التى تستهدف القيم العليا للدولة والتي يقوم عليها البناء الاجتماعي بها بهدف إهدارها تمهيدا لانهيار وتفكك المجتمع لذلك يسعى الأمن القومي الاجتماعي الي حماية منظومة القيم العُليا والمحافظة عليها بالعمل على التشجيع والتمسك وتنمية الثقافات الوطنية و أحياء التقاليد والعادات الي يتميز بها شعب الدولة مع التمسك بالمعتقدات الدينية السمحة. • ·أمن قومي عسكري: • · وهو لحماية الدولة ضد اي تهديدات عسكرية سواء خارجية أو داخلية ويهدف الي: • • ·أمن قومي بيئى: يهدف الي • • · حماية الدولة من تفاقم التلوث البيئي وتوفير بيئة طاهرة لهم (جو – ارض – ماء ). • ý نطاقات الأمن القومي: • ·نطاق الأمن الداخلي: فداخل هذا النطاق تتم عمليات التنمية الاقتصادية والاجتماعية وبناء القوى العسكرية. • • ·نطاق الأمن المباشر: • • ·نطاق أمن إقليمي: • • • ·نطاق أمن عالمي • ·وتشمل باقي دول العالم التي تسعى الدولة لإقامة علاقات دبلوماسية وسياسية واقتصادية وثقافية وعسكرية معها تحقيقا للأمن القومي للدولة. ý تهديدات ومخاوف وتحديات الأمن القومي: • · تتعامل عناصر الأمن القومي أساسا مع التهديدات وتتصدى لها سواء تهديدات داخلية أو تهديدات خارجية بشقيها الإقليمي والعالمي. وكونها عناصر أمن قومي شامل فإنها تتصدى لكافة أنواع التهديدات سواء سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ايدلوجية أو عسكرية أو بيئية علاوة على تتبع المخاوف الأمنية الشاملة والعمل على مواجهة التحديات بكافة أنواعها. ý التهديدات وتنقسم التهديدات عادة الي : • · تهديدات رئيسية وثانوية ومن حيث الأسلوب. • · تهديدات مباشرة أو غير مباشرة ومن حيث المصدر والاتجاه. • · تهديدات خارجية وداخلية وجميعها قد تكون مصنفة كتهديدات سياسية أو اقتصادية – أو اجتماعية – أو عسكرية. • ý التهديدات الرئيسية الخارجية: • · التحديات وتحقيق العدالة الاجتماعية. • ý التهديدات الثانوية الخارجية: • ·وهي عادة تلك التهديدات التي توجه وتخص دولة بعينها مثل خلافات حدودية – نزاعات تاريخية عرقية أو دينية أو طائفية مما يسبب التوتر وعدم الاستقرار ، قد تتطور الي أزمة تؤدي الي صراع مسلح وهنا قد يصبح التهديد الثانوية تهديدا رئيسيا انتصارا للمبادئ والشرعية الدولية كما حدث في أزمة الكويت واحتلالها. • • • ·خلال مرحلة التحولات السياسية بتعميق الديمقراطية – والتحولات الاقتصادية بإجراء الإصلاحات الاقتصادية والتحول الي اقتصاديات السوق) ومما تتطلبه من خصخصة وتحقيق النمو الاقتصادي بأقل إضرار اجتماعية مع المحافظة ورعاية حقوق الإنسان. • • ·التهديد الثاني: • • · هو محاولات ضرب الوحدة الوطنية للدولة بين طوائف الدولة وفئاتها وهو تحدي يجب أن تواجهه بكل حزم وصرامة باعتبار الوحدة الوطنية هى دائما مصدر القوة الوطنية للدولة. • • ·التهديد الثالث: • • · بعد انتهاء الحرب الباردة بزوغ النظام العالمي الجديد واندحار الشيوعية وتبلور احادية القطبية للولايات المتحدة الأمريكية برزت بعض المخاوف الأمنية ويمكن تقسيمها الي مخاوف سياسية ومخاوف اقتصادية وأخرى أمنية بالنسبة لدول العالم الثالث وبالتالي للدول العربية ومصر. ý المخاوف السياسية: ý أهداف ومصالح القوى العظمى والكبرى: كما وأن توفر الثروات في المنطقة ولاسيما النفط (68%) من الاحتياطي العالمي وتوفر موارد المياه وسيطرة المنطقة على المضايق والممرات المائية الدولية الإ ستراتيجية، علاوة على أنها مهبط الديانات السماوية الرئيسية ، ولاعتبارات اقتصادية عديدة (البترودولار- سوق استهلاكية – أيدي عاملة رخيصة للاستثمار). • ý مخاوف أمنية عسكرية: • ý أهم التحديات الموجهة للمنطقة العربية: