وهي مدينة ترقد بين البحر والجبل، ولا استقل بكيانه الخاص جبل، كنا قد شاهدنا ليلة أمس برنامجا في التلفزيون، أخذت تغري أمها التي أوشكت على التسعين، وكانت الشرطة قد علمت بالجهود التي تبذلها الابنة في إقناع أمها بأن تنزع حياة نفسها بيديها، ولقد جاء النبأ إلى الشرطة عن طريق أخت لها، ووضعت جهازا تلفيزيونيا مستورا، يسجل زياراتها لأمها وما يدور بينهما من حديث، حتى كانت تلك الزيارة وهمت بالإنكار فصدموها بالشريط التليفزيوني الملون بكل ما دار وحدث في غرفة الأم، وحكم عليها بالسجن لمدة عامين. وأصبحنا هذا الصباح، ولم تكن فقيرة بحيث يعجز رعاتها عن نفقاتها، بل كانت ذات ثراء ليس بالقليل. لقد أنعم علينا الله بثقافة ترفض رفضا مثل هذا التحجر في القلوب، وأما من حيث " المبدأ " فنحن بحمد الله ننعم بالدفء في علاقاتنا الأسرية، وكان كلا منا قد أمن الكوارث بفضل أفراد أسرته، فها هنا ما زال صيد الثعالب في الغابات هواية محببة للقادرين عليها، وحكمت عليها المحكمة بالسجن أربعة أسابيع، ولم يفتها أن تندد بالعدالة في بلادها، فيها المثل الأعلى، تكشف لنفسها الجديد، ولا أغراها شبابها أن تحيا حياة المتعة في المدن، لا من قريب ولا من بعيد،