أولاً: الحق في التعليم على ضوء القوانين والمواثيق الدولية: يع د الحق في التعليم من الحقوق الأساسية التي كفلتها جميع المواثي ق والمعاهدا ت الدولية والإقليمية، فبدو ن التعليم الكافي والمناسب لا يستطيع الإنسان أن يعرف حقوقه الأخر ى ولا أن يميز حالا ت انتهاك حقو ق الإنسان، ويقصد بالحق في التعليم أن لكل شخص الحق في التعليموالتعلم، ويجب أن يكون التعليم في م ارحله الأولى والأساسية بالمجان، وأنيكون إل ازميًا وينبغي أن يعمم. وشغل الحق في التعليم إجما عًا كبي ارً بين الدول الأعضاء في الأمم المتح دة, حيث إن غالبي ة النصو ص والموا د التي تتعلق بهذا الحق لم تل ق معارضة أو تحفظًا من الدول على المواثيق والاتفاقا ت الدولية المختلفة التي تطرق ت لهذا الحق، ويعو د ه ذا الإجماع الدولي باعتباره حقًا إنسانيًا ملازمًا م ع تطور شخصية الفر د في المجتمع بحي ث لا يمكن فصل التعليم عن م ارح ل تطوره الفكرية, كما أن الحق في التعليم إذا ما تم تعميم ه على المستو ى الدول ي فإنه سيشكل بالضرورة وسيلة مهمة لتعليم حق وق الإنسان على مختلف المستويات الاقتصا دية والاجتماعية والثقافية والسياسية. وقد أقرت الجمعية العام ة للأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقو ق الإنسان عام 1948 والذي أصبح يشكل أحد أه م الوثائق الدولية المتعلقة بحقو ق الإنسان، حيث أشار في المادة السادسة والعشرين منه إلى أن "لكل شخ ص الحق في التعليم, ويج ب أن يوفر التعليم مجانًا على الأقل في مرحلته الابتدائية والأساسي ة ويكو ن التعليم الأساس ي إل ازميا، وأن يكو ن التعليم الفني والمهني متاحًا للجميع". كما تضيف الفق ر ة الثالثة من نفس المادة أن للآباء الأولوية في اختيا ر نوع التعلي م الذي يقدم لأولا دهم وذلك باعتبا ر أن حرية التعليم حق لكل إنسا ن يخضع للحريا ت الأساسية في الدولة التي يعيش ف يها الفر د بهدف حماية حقو ق الإنسان وتحقيق المصلحة العامة للناس. حي ث أك د الإعلا ن الدولي أهمية توفير التعليم الأساسي على الأقل للمواطنين مجانا، وبالتال يضمان حصول الأطفال كافة على حقوقهم في التعليم. وشهد المؤتمر العالمي حول "التربية للجميع" والذي عقد بتايلند بجومتيين من 5 إلى 9 آذار -مارس 1990، مما دل على الاهتمام الشديد بأوجه القصور في النظم التعليمية في جميع أنحاء العالم من جهة، وقد تبين أن الإعلان العالمي حول "التربية للجميع" وهيكلية العمل لتأمين حاجات التعلم الأساسية يشكلان مرجعً ا مفي دًا للحكومات والمنظمات الدولية والمعلمين والمهنيين المعنيين بالتنمية فيما يخص تصميم وتنفيذ السياسات والاست ارتيجيات ال ارمية إلى تحسين خدمات التعليم الأساسي . ومما جاء في وثيقة الإعلان ما يلي: ولاتخاذ ق ارارت مستنيرة ولمواصلة التعلم، " وقد تبلورت أهداف المنتدى فيما يلي: توسيع وتحسين الرعاية والتربية الشاملتين في مرحلة الطفولة المبكرة وبخاصة لصالح الأطفال الأكثر تأث اًر وأشدهم حرماناً. العمل على أن يتم بحلول عام 2015 تمكين جميع الأطفال من الالتحاق بتعليم ابتدائي جيد مجاني وإل ازمي ،