فَقَدْ غَرْغَرَ فَمَهُ بِالَمحاليلِ، وَحَشا السِّنَّ المَنْخورَةَ بِقِطَعِ التّبْغِ، وَقالَ لَهُ: يَرْقي الأَسْنانَ المَريضَةَ، لَقَدْ كانَ يَلْتَفِتُ إِلى المريضِ وَيَهْمِسُ فَيَزولُ أَلَمُه فورًا، أَمّا إِذا أَرادَ أَحَدٌ المجيءَ إِليْهِ مِنْ مُدْنٍ أُخْرى؛ قالَ (بولدييف): لعلَّها المُهرُ؟ قالَ (إيفان): لا. كُنْيتُهُ تشبِهُ اسمَ الحِصانِ، ابن الفحل…… ابن الفرس ……. أبدًا ليْسَ هكذا. وبَعْدَ فَترَةِ وَجيزةٍ دُعِيَ (إيفان) إلى أَسْيادهِ: هَلْ تذكّرْتَ كُنْيتَهُ؟ سألَهُ العَميدُ. وَتَذَكَّروا العَفْرَةَ والحَوافِرَ واللجامَ والسَّرجَ والغُرَّةَ وكلَّ إكسسواراتِ الحِصانِ. زفَرَ(إيفان) زفْرّةَ الإِحساس بالذَّنْب. لَمْ أعُدْ أَسْتطيعُ تَحَمّلَ كُلِّ هذا الأَلَمِ. قَلَعَ الطَّبيبُ السِّنَّ المَريضَةَ، كانَ (إيفان) يَنْظُرُ إِلى رِجْليْهِ نظْرَةً مُرَكَّزةً وثاقِبَةً، وأَخَذَ يُتَمْتمُ: