في عالمنا المعاصر كما في باقي العصور، لیس لأنھا محط إنھا الكلمة الأكثر تداولا ً ّ محل اختلاف كبیر، ولكن لأنھا أیضا ً منھ. حتى غیر معتنقي الدیانات تجدھم یتكلمون عن الدین، سواء نقدا لھ أو تعریفا أو تحذیرا ُّن نزعة مغروسة في أعماق النفس البشریة، فالغریزة الدینیة مشتركة بین ثم إن نزعة التدی الأجناس البشریة حتى أشدھا ھمجیة وبدائیة، وإن التطلع فوق الطبیعة ھو إحدى النزعات ُ العالمیة الخالدة الإنسانیة، لقد وجدت جماعات إنسانیة بدائیة من غیر علوم ولافنون ولا حضارات ولكنھ لا نكاد نعثر على جماعة بشریة بغیر دیانة. فالدین ظاھرة إنسانیة عامة شاملة ملازمة للإنسان حیثما وجد، أقرت بھ معابد وأھرامات ودور مقدسة، كما شھدت بھ یقول مالك بن نبي: ((في ضوء القرآن الكریم یبدو الدین ظاھرة كونیة تحكم فكر الإنسان وحضارتھ كما تحكم الجاذبیة المادة وتتحكم في تطورھا)) فالمتتبع للظاھرة الدینیة عبر التاریخ لیجدھا أكثر تعقیدا وتشعبا، تتشابك فیھا مفاھیم عدیدة تختلف من دین إلى آخر، یتعذ الأدیان َّر فیھا حصر الدین في قالب واحد دون الإحاطة بكل ومعرفة ماھیتھا وخاصیتھا. ولقد نرى كیف انعكست الحیرة في تعریفات الدین على محاولة