يستطيع الإنسان أن يقول – وهو مطمئن – إن التصور الإسلامي هو التصور الاعتقادي الوحيد الباقي بأصله الرباني وحقيقته الربانية والذي لم يطاله التحريف الذي طال التصورات السماوية التي جاءت بها الديانات السماوية قبله، وإنا له لحافظون” وهذه الحقيقة المسلمة تجعل لهذا التصور قيمته الفريدة وتجعله مناط الثقة، فهو التصور المبرأ من النقص، ومن التحريف الذي طال الديانات السماوية لتوافق هوى الباباوات والقساوة، فنحمد الله أن حفظ لنا التصور الإسلامي الرباني ولم تقم عليه الكنيسة! لتدخل فيه من التحريفات ما يصد الناس عنه كتحريمهم العلم واستفرادهم وحدهم بتفسير الكتاب المقدس بما يناسب أهوائهم، وسيطرتهم على العقل البشري حتى صنعوا العداوة بين الدين والعقل البشري والعلم أدى ذلك الصدام إلى التيه والتخبط الذي طال الفكر الأوربي طوال القرون الوسطى وانتهى إلى عصور الحداثة والتي طالبت بفصل الدين عن الدولة حتى لا تسيطر الكنيسة بفكرها المستبد الفاسد مجدداً على عقول الناس بفهم الباباوات. أما التصور الإسلامي فيدع للعقل البشرى وللعلم البشرى ميدانه واسعا كاملاً ولا يقف دون العقل يصده عن البحث في الكون . بل هو يدعوه إلى هذا البحث ويدفعه إليه دفعاً ولا يقف دون العلم البشرى في المجال الكوني. فلندرك مقدار نعمة الله ومقدار رحمته في تفضله علينا بهذا التصور الرباني،