في تطور لافت للنبرة الغربية إزاء الحرب الدائرة في قطاع غزة، أصدرت كل من بريطانيا وفرنسا وكندا بياناً ثلاثياً يطالب إسرائيل بـ"السماح الفوري والآمن بإدخال المساعدات الإنسانية"، مشددين على أن "الأطفال في غزة يعانون من كارثة إنسانية مروّعة". البيان الذي صدر يوم الجمعة الماضي اعتبر أن الوضع في غزة لم يعد يحتمل التأخير، إذا لم توقف حكومة الاحتلال الإسرائيلي عملياتها العسكرية الجديدة وبناء المستوطنات، بهذا الموقف "الأخلاقي والمسؤول الذي يُعدُّ خطوةً مهمّةً وعادلةً إنصافاً للشعب الفلسطيني الذي طالت معاناته تحت آلة القتل والتدمير لحكومة الاحتلال الاسرائيلي، داعياً في الوقت ذاته المجتمع الدولي كافة إلى تحمّل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية، وإلزام حكومة الاحتلال بالامتثال الفوري لقرارات الأمم المتحدة، وقالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس، 6 مليار يورو عام 2024. وعلّقت لندن مفاوضات التجارة الحرة مع تل أبيب، وفي واشنطن، قالت مصادر لقناتي "العربية" و"الحدث" أمس، وإسرائيل تسعى لإبرام صفقة قد تكون الأخيرة. فيما نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن مصدر مطلع لم تسمه بوقت سابق، موقف إنساني ثابت ومبادرة سياسية متقدمة في خضم هذه التحولات في المواقف الغربية، فقد كانت السعودية من أوائل الدول التي نددت باستهداف المدنيين، وطالبت بحماية الأطفال، واحترام القانون الدولي الإنساني. وأكدت الخارجية السعودية في جميع بياناتها منذ اندلاع الحرب، وفي الجانب الإغاثي، نفذ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، عشرات القوافل التي دخلت القطاع عبر مصر، محمّلة بمستلزمات طبية وغذائية ومساعدات خاصة بالأطفال، في وقت وصفت فيه الأمم المتحدة الوضع الصحي في غزة بأنه "كارثي وغير مستدام". يقول عبد الرحمن المهلكي القانوني والمحلل السياسي السعودي "المفارقة أن الرياض التي سبق أن صنّفت "حماس" منظمة إرهابية قبل اندلاع الأزمة الحالية، هي ذاتها التي اختارت أن تنحاز إلى الحق الإنساني غير القابل للتسييس، في تأكيد على قدرتها على الفصل بين محاربة التطرف، والدفاع عن حقوق المدنيين الأبرياء". تحالف حل الدولتين. مقاربة لأمن دائم ويضيف المهلكي أنه على المستوى السياسي، بل طرحت مبادرة متقدمة في وقت حرج دعت السعودية إلى إنشاء تحالف دولي لدعم تنفيذ حل الدولتين، وزير الخارجية السعودي، في ذلك الوقت، أن "تحقيق الأمن الدائم في الشرق الأوسط يمر عبر معالجة جذور الصراع وليس عبر إدارة نتائجه"، داعياً الدول المؤثرة إلى تبني حل شامل لا يستثني الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. وفي الاجتماع الخامس للتحالف الدولي من أجل تنفيذ حل الدولتين، شدد الاجتماع على أن حل الدولتين ليس هدفا سياسيا فحسب، بل هو ضرورة إنسانية والتزام قانوني يستند إلى القانون الدولي. دور السعودية. ولا لحسابات الاستقطاب السياسي بين المعسكرات الدولية، والتحرك الفعلي". وبينما يشهد العالم صراعاً في الروايات وتبايناً في المواقف، نجحت الرياض في تقديم نموذج متوازن يجمع بين رفض التطرف بكافة أشكاله، والدفاع عن الضحايا المدنيين، والوصول إلى حل الدولتين يؤكد على الثبات السعودي وطرح المبادرة تلو المبادرة للوصول إلى سلام واستقرار في المنطقة. يذكر أن اللجنة الوزارية المكلّفة من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة بشأن غزة برئاسة السعودية، بشأن الوضع في غزة والضفة الغربية، والدعوة إلى إنهاء الحرب، والسماح الفوري بوصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع. كما تعرب عن بالغ قلقها إزاء استمرار الحصار الاسرائيلي وعدم السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع،