إن حديثنا عن الخلفية السوسيو- سياسية المتحكمة في تنشيط عودة الوعي لمصطلح " الكتابة النسائية" على مستوى المشهد الثقافي العربي يفضي بنا إلى بحث ملامح و تمظهرات خصوصية هذه الكتابة مساهمة منا في تعميق التفكير و تطوير النقاش حول هذا المصطلح/الظاهرة كخطوة منهجية أساسية في أفق بلورة تصور نقدي للكتابة النسائية ينبني و يقوم على فرضيات و ليس مجرد إسقاط واختزال. فالكتابة النسائية باعتبارها نشاطا إبداعيا هي موجودة فعلا منذ الخنساء حتى حنان الشيخ وسحر خليفة، لأن كل ما تكتبه المرأة –حسب فرجينا وولف- هو دائما نسائي و لا يمكن أن يكون إلا نسائيا، و الكتابة الصادرة عن المرأة كما هو معروف تعتبر كتابة فئة كانت تعيش على الهامش، لكنها اليوم نراها تزحف بإصرار و صمت نحو مركز الفعل الثقافي و السياسي. فمن خلال مقاربتنا لبعض الإصدارات خاصة على مستوى السرد(القصة/الرواية) انطلاقا من بعض المكونات السردية التي تتمثل في الشخوص – اللغة - التيمة. أن السمات العامة التي تتميز بها الكتابة النسائية تتحدد أساسا في الحضور المرتفع للمرأة (البطلة)، تثور على البيئة التقليدية و تتوق إلى الانعتاق، فمنذ "لينا فياض" في (أنا أحيا) و "ليلى" في (الباب المفتوح) حتى ليلى في (النار و الاختيار) و"عفاف" في (مذكرات امرأة غير واقعية) و نحن نجد هذا البطل الأنثوي الذي يحتج على الوضع الدوني ويرفض "الجيتو" الحريمي و يثور على السلطة الذكورية مطالبا إياها بالنظر إلى المرأة كإنسان و ليس كذات للركوب و إقبار الشهرة.