كان عبد الرحمن الكواكبي (1854-1902) مفكرا إصلاحيا إسلاميا سوريا، نشأ في حلب لعائلة علمية ميسورة، وتوفيت أمه وهو صغير فتربى عند خالته. تلقى تعليمه في المدرسة الكواكبية التي كان والده يديرها، وأتقن العربية والفارسية والتركية، ليُعين لاحقا محررا في جريدة "فرات" الحكومية، قبل أن يصدر جريدتيه "الشهباء" و"اعتدال" اللتين أغلقتا بسبب مقالاته النقدية اللاذعة للنظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي في سوريا العثمانية. تولى عدة مناصب حكومية في حلب، منها عضوية لجان المالية والمعارف والأشغال العامة، ورئاسة البلدية. بعد صراع مع السلطات العثمانية، هاجر الكواكبي إلى مصر عام 1899، حيث وجد مناخا أكثر حرية لنشر أفكاره. قام برحلة طويلة شملت شرق وجنوب أفريقيا، شبه الجزيرة العربية، الهند والصين، جمع خلالها معلومات لكتاب لم يُكمل. ركز الكواكبي في كتاباته، ومنها "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد" و"أم القرى"، على نقد الاستبداد السياسي، ودعا إلى الشورى الدستورية وضرورة مشاركة الشعب في الحكم، مؤكدا على أهمية الحرية السياسية والاجتماعية كضرورة لتحقيق تقدم الأمة. ناقش أيضا مشكلة الأقليات الدينية، داعيا إلى وحدة وطنية لا تتطلب بالضرورة وحدة دينية. وصف بأنه قومي عربي إسلامي، توفي الكواكبي بالقاهرة عام 1902، ويُعتقد أنه توفى مسموما.