نظرية التوليدية او التحويلية لتشومسكي لاحظ تشومسكي أن الطفل حين يبدأ اكتساب بعض مفردات اللغة و تعلم قواعد النحو وكيف يبني أنواعا من الحمل ، لا يكون قادرا فحسب على تكوين جمل قائمة على القواعد النحوية التي تعلمها ، بل نجده قادرا على بناء جمل و تراكيب لم يسبق له تعلمها من قبل ، هذه الظاهرة دفعت تشومسكي إلى تفسيرها بالتمييز بين ما سماه القدرة اللغوية و الأداء اللغوي لدى الإنسان ، و الأداء هو طريقة كتابة جملة بسيطة أو مركبة ، على مستوى الحديث الجاري مثل قولنا إن الشباك مفتوح أو إن البرتقالة حلوة الطعم أو البائع يبيع ما لديه من السلع بأثمان مرتفعة ونحو ذلك ، أما المقصود بالقدرة فهو أنه ما دام الأداء يتضمن قواعد لم يتلقها الإنسان من قبل ، و يرى تشومسكي أنه ، و من مطلق ما سبق عرضه ، يمكن التميز بين التركيب السطحي للجملة و التركيب العميق ، و يمكن توضيح هذا التمييز الأخير بقولنا أن القواعد المألوفة لدى الطفل هي قواعد التركيب السطحي ، مثلما نقول أن الأسماء و الصفات والأفعال و الأحوال و الروابط ، و أن الجمل أنواع : بسيطة و مركبة ، و جمل استفهامية أو تعجبية أو نداء . لكن لا دقة في هذا التصنيف للجمل ، لأننا قد نأتي بجمل أكثر تعقيدا عما تقوله تلك القواعد السابقة. أما التركيب العميق للجملة هو الكشف عن نسق القواعد النابعة من ذات المتكلم أو من المقدرة اللغوية الفطرية . و إن الواقعة اللغوية الهامة في الكلام و توصيل الأفكار باللغة هي أن الجمل التي تتكلمها هي جمل جديدة مختلفة عما تعلمناه أو اكتسبناه ، و رغم ذلك نفهم هذه الجملة مباشرة و بسهولة ، و هنا عنصر الإبداع في مجال اللغة ، و البنية العميقة تتألف من وحدات المعني المتمثلة في وحدات كلامية منفردة ، و أن الفرد يستخدم قبل تكلمه قواعد خاصة ( قواعد التحويل )،