21/04/2024] نوالَ: 1950 العين، نحتاج إلى المال، الوجه الأكمل. عوضاً عن الإجابة المباشرة، هتف الشيخ الذي كان قد صعد إلى سيارته اللاندروفر انطلقت السيارة محدثة غيمة من الغبار ووجهتها الساحل. لمن كانوا على معرفة جيدة بالرجل كان من الواضح أنه في 4:37 pm, 21/04/2024] نوالَ: مزاج عكر. قاد بسرعة قصوى إلى أن توقف أمام مدخل الحصن. كان المبنى المحصن بأربعة أبراج صغيرة في زواياه، إضافة إلى سقيفة تعلوها قبة، يُشرف على مشهد شبحي. بضعة عرشان من سعف النخل، ونحو مائة بيت مبنية بالآخر توحي بأن المكان قرية صغيرة لا عاصمة إمارة. وغير بعيد تلوح بضعة سنابيك هائمة على وجه البحر، وصيادون ينصبون شباكهم على الشاطئ الرملي. ترجل زايد من السيارة حيا الحرس القائمين على المدخل. وعندما هم بدخول إحدى تلك الغرف رأى رجلاً أصهب الشعر يرتدي زي الجيش البريطاني خارجاً منها. مندوب حلالة الملك جورج السادس المفوّض بالعلاقات البريطانية في المنطقة. 4:38 pm, - السلام عليكم، يا شيخ زايد، أو لنقل بأحسن ما يمكن. ولولا بعض المشكلات الحدودية لكنت بحال أفضل بكثير - نعم، أدرك ذلك. الحل بأيدينا. - اسمح لي بالانصراف أمامي طريق طويل للوصول إلى دبي. - بأمان الله، سوف نلتقي مجدداً بالتأكيد. حياه الإنجليزي واتجه بخطوات واسعة نحو المخرج. 4:38 pm, 21/04/2024] نوالَ: شيعه زايد بالنظر للحظات قبل أن يدخل إلى الغرفة التي كان المندوب الإنجليزي قد غادرها غرفة بسيطة لها منور وحيد ينفذ منه شعاع الشمس الشاحب الأرض مفروشة بالسجاد والأثاث يقتصر على مقعد طويل منحد يحاذي أحد الحدران مغطى بمخدات متعددة الألوان، وبكرستين ومكتب. كان ذلك هو الشيخ شخبوط، نهض بعفوية وأسرع نحو أخيه ليحتيه أنفاً لأنف تبعاً للعادة، - أهلاً وسهلاً! صفق بيديه. فظهر خادم كما لو بفعل سحر. - تفضّل اجلس. 21/04/2024] نوالَ: امتثل زايد فيما جلس شخبوط مقابله. أرى أننا قلما نلتقي. ينبغي أن أفضل حالاً. حفظها الله، أما في ما يخصني فلا أعلم شيئاً. بصري يخف، والأربعين من العمر. - هيا، أنت شاب وزوجتك الشيخة مريم؟ - تنتظر مولوداً. كان الخادم قد عاد حاملاً فنجانين صغيرين ودلة. قدم القهوة وانسحب باحترام. ويقال أيضاً الركوة، م. لكنه بخير. وولدي خليفة بلغ عامه الثاني. ثم أعلن: - دائماً هذا النزاع الحدودي. لا ينتهي. هر زايد رأسه كان الموضوع واحة البريمي، في رأيه أنه لا يمكن لعربي، ولا ينبغي له أن يسفك دم عربي آخر. رفع شخبوط الفنجان إلى شفتيه. وتابع الرجلان حوارهما المفعم دمائة إلى أن قرّر زايد أن يفصح عن سبب زيارته. اسمح لي أن أكلمك بصراحة. نهض الشيخ مسح براحته تجعيداً خفياً في كندورته. وتقدم نحو المكتب بوقار. 4:39 pm, وترتبط كثيراً بالمياه المنحدرة من جبل حفيت. هذه المياه بحاجة إلى قنوات تحري فيها. جدنا، رحمه الله، نه كان يدرك أهمية هذه القنوات منذ بدء الأزمة المالية التي حاقت بنا - أتكلم طبعاً عن تدهور تجارة اللولو - لم نتمكن لعدم توافر الإمكانات من صيانة القنوات الموجودة. وهذا ما أدى إلى جفاف بعض الأفلاج وانسداد غيرها بفعل الرواسب. - تريد أن تتكلم عن النفط. - 115 ألف روبية من العقد المبرم مع شركة تطوير بترول الساحل. ألا ترى أن بإمكاننا الإفادة من هذه العائدات؟ - أنا في حالة نزاع مع هذه الشركة. يحاول مسؤولوها في المحكمة. 4:40 pm, 21/04/2024] نوالَ: - ما هي الأسباب؟ - أخبرك في ما بعد. وطلبت من مهندس أن يضع تصميماً لمرفاً. بلى يا أخي، وعلينا أن نسدّد مبلغ 23 ألف دولار وعدنا بها المهندس الذي عاد أدراجه متأبطاً التصميمين. وينبغي أن نستمر في شق الطرق وبناء المدارس والمستشفيات واستيراد الأجهزة والاستعانة بمستشارين ماليين والتعامل مع البنوك. - المستشار المالي الذي اقترحوه علي كان أجنبياً وأنا أما بشأن البنوك فقد قبلت مؤخراً بالتعامل معها وفتحت حساباً مصرفياً. ارتسمت على شفتيه ابتسامة وأضاف: من جاهزيتهم لإمدادي بأي مبلغ في أي وقت. - ولكن المستقبل لا ينتظر أحداً يا أخي، علينا أن نذهب حدق في عيني أخيه ثم قال بصوت بالغ التأثر: أنا قلق يا زايد قلق من أن تفقد بلادنا أصالتها. يقرعون أذني كل يوم بهذه الكلمة: «تقدم»، «تقدم». لقد عشنا حياة طيبة على مدى قرنين من دون سيارات، لا شيء سوى مهارتنا وتقاليدنا. لكن لماذا نقلد ما يفعلونه؟ بما أنك تحدثني عن مدارس، ما الفائدة من بنائها ما إن هم زايد بالرد حتى أكمل الشيخ شخبوط حديثه: أفهمك. يتولاه إلا معلمون من بلادنا. - تريد أن تعلم ما هو التقدم في نظري؟ إنه خطر يهدد - ما رأي هزاع وخالد في ذلك؟ الرأي، وأنت؟ قدم الخادم لهما القهوة ثانية وهمس: ولما لم يكن زايد قد أجاب بعد، كرر شخبوط السؤال. اقترب أخوه منه وأحاطه بذراعيه وقبل جبهته. - أنت أخي الكبير وأنت قائدنا بصفتي أخاك أمنحك حبي وولائي، ما قدر الله لنا من حياة. 21/04/2024] نوالَ: لا ريب في أن شخبوط تأثر بهذه المحادثة لأنه بعد أسبوعين على لقائنا أمدني بالوسائل اللازمة لبدء الأشغال. أما الآخرون فلا يصلون إليه إلا بقدر إمكاناتهم المتواضعة. هذا ما أعتبره إجحافاً. الماء يجب أن يكون في متناول الجميع، ولقد كان المشروع معقداً، ما العمل؟ لا بد من العثور على مصادر تموين جديدة ومرة أخرى واجهتنا الحقيقة القاسية عدم وجود المعدات المناسبة. وإناؤنا فارغ. هكذا شرح الأمر فارس صديق العمر، كنت أوده كثيراً. أعرف أصله أبداً، وذلك لا يعنيني كان اسمه فارس. أجبته: - وأنت يا زايد متفائل جداً. انعقد لساني عندما رأيتك ترسم بعصاً خطوطاً على الرمل وسمعتك تتكلم وحدك. دماغك غارق. أشرت إلى فضاء يكثر فيه النخيل، وأعلنت مشدّداً على الكلمات هنا ستقوم ذات يوم مدرسة، وهناك مستشفى. - أنت امرؤ لا يمكن تقويمه 21/04/2024] نوالَ: - لا، يا صديقي، بما أننا لا نملك الوسائل الفعالة فسوف نستخدم الوسائل التي وهبتنا إياها الطبيعة. سوف نوجه نداء إلى جميع الرجال ذوي النيات الحسنة حالما تحفر البئر الأم ويتم الوصول إلى الماء نوصله بأفلاج. - يا الله ! لست جاداً، يا زايد. حوالي أربعين متراً في الأرض الوعرة وصولاً إلى مجرى الماء في الظلمة. - لا، إذا اشترك فيه كل الرجال القادرين على العمل. - لكننا لا نملك روبية واحدة لمكافأتهم. - سوف يعملون مجاناً. سأقنعهم. - كيف؟ بفضله لن وهو ممر مالي (م. م. 4:42 pm,