وهو ما فتح من شهية المحترفين بشتى أنواعهم ، إلى غزو عقول المستهلكين ، مستهدفين الربح السريع بغض النظر عن أية عوامل أخرى ، باعتماد وسائل متطورة للتسويق كالإشهار بشتى طرقه ، بما يؤدي من تحريض المستهلك على الاستهلاك .فظهر أول ما ظهر المستهلك كظاهرة اجتماعية في الأربعينات من القرن الماضي ، بسبب النمو الاقتصادي العارم ، متمثلا في كثرة الإنتاج وتنوعه ، مقابلا لاستهلاك جامح من قبل المستهلكين ، مما أدى إلى تعاظم عدم التكافؤ بين الفئتين .فشهدت الولايات المتحدة الأمريكية عقب الحرب العالمية الثانية ، نهضة تكنولوجية وصناعية معززة باقتصاد قوي ، مما أدى إلى بعض الفوضى أحيانا واهتمام بالكم أكثر من الكيف ، ومنه عدم بذل رعاية كافية لمأمن وسلامة منتجاتها التي كثرت وتنوعت .وهو ما جعل المجتمع الأمريكي يتحول إلى مجتمع استهلاكي وفوجئ القضاء بعدد كبير من القضايا التي كان موضوعها الأضرار التي تنتجها المنتجات المعيبة .هذا المناخ الذي عاشه المجتمع الأمريكي في تلك الحقبة ، كان السبب في احتدام الصراع بين كتلتين : كتلة أنصار المطالبين بحقوق المستهلك ، وكتلة مؤيدي النزعة الفردية والحرية الاقتصادية.