في ضوء الأمن وفي ظلاله، وينتعش ويتقدم ويتطور، وعند انعدامه ينكمش المجتمع ويتقوقع ويجدب ويتأخر، وهو مقياس رباني، إذا ساد وسيطر اعتدلت وإذا حل محله الحيف والجور اختلطت الأمور كما حدث حينما افتقد الناس الأمن في فترة من فترات تاريخ الجزيرة العربية لعدم وجود من ينشر العدل ويؤمن الاستقرار، ولم يعد الدين يَزْعُهُم، ولا الحياء يردعهم كل هذا نتيجة الجهل والطمع وليس من رجل رشيد وفي ظلمة تلك الفترة، تَنَفُسَ صُبْحُ العدل مُبَشِّرًا بنور الأمن - بفضل الله - باقتراب طلوع شمس الرجل الرشيد الملك عبدالعزيز -يرحمه الله الذي كان عَبْقَرِيا في تفكيره وفي تَصَرُّفاته وعمله، لأنَّ نِيَّتَه كانت طَيِّبةً مع الله ثُم تجاهَ رَعِيَّتِهِ. لَمَّا وَطد الملك عبدالعزيز ما استَرَدَّ من مُلْكَ آبَائِه أَكمل تنظيم أموره الداخلية والخارجيةِ مِمَّا يُعَدُّ من أهم أسس الأمن والرخاء للوطن وأجياله ومن قارن الأمن وانعدامه قَبْلَ الملك عبد العزيز، والأمن وتوفره في زمنه وبَعدَه، مِمَّا لم يأتِ بسهولة، والإدراك هذا يستلزم الشكر والعَضُّ على المُنجزات بالنواجذ، ثُم العدل الذي ينشر لواءه،