يُشترك البحث البيداغوجي والديداكتيكي في محاوره الرئيسية (المعلم، المتعلم، المعرفة)، لكنهما يختلفان في طرق تناولها. يركز البحث الديداكتيكي على سيرورة التعليم والتعلم والتكوين، مُصمماً نماذج تطبيقية تُفسر أسباب الفشل المدرسي، بينما يفتقر البحث البيداغوجي لهذا البعد التطبيقي، ويطغى عليه الجانب النظري. يتفوق الديداكتيكي في تشخيص أسباب الأخطاء وتوضيحها علمياً، مُساعداً المعلمين على تجاوزها. يرى البعض أن البيداغوجيا تستند إلى نظريات ومبادئ لنقل المفاهيم، بينما الديداكتيك فرع من علوم التربية يهدف لتجديد التعليم والتعلم، والتخطيط لأهدافه ومراقبتها. رغم اختلافاتهما، تتشابهان في مسارات اكتساب المعارف، لكن الديداكتيك يعالج محتوياتها، بينما تهتم البيداغوجيا بالعلاقات بين المتعلمين والمعلمين، مع وجود تداخل كبير يصعب معه رسم حدود فاصلة واضحة.