هي الفرع الثاني الكبير من فروع الانتربولوجيا، بامتلاكه للثقافة و بالتالي فهي تدرس الإنسان من الناحية الثقافية، و هذا يعني أن كل جماعة بشرية في مكان ما لها صفات و خصائص ثقافية تميزها عن غيرها. كما يهتم بدراسة التراث الاجتماعي و السمات الثقافية، و هو يدرس الإنسان كما يحي و يعيش في ثقافته و قد كانت المجتمعات البدائية، هي المجال البحثي و الدراسي المفضل للباحثين الانتربولوجيين، ويميل علماء الأنثروبولوجيا الثقافية الى الفصل بين كل من "الثقافة" و"المجتمع" كوحدتين للدراسة ويتجلى هذا بوضوح لدى النسبية الثقافية والحتمية الثقافية، ونظرا لاتساع مجال الأنثروبولوجيا الثقافية فقد انقسمت إلى ثلاثة فروع :تمثلت في علم أثار ما قبل التاريخ l Archeologie، و علم اللغويات Linguistique و الفرع الأخير هو الاثنولوجيا، ذلك أن الاثنولوجيا في فرنسا فرع مستقل بذاته ويعني الأنثروبولوجيا. و يرى بعض الباحثين و من بينهم " ميلر " إن علم الاركيولوجي رغم انه يقترب من الانتربولوجيا الثقافية، لا يحاول أن يعيد بناء طرق و أساليب الحياة في مراحل ما قبل التاريخ قبل إن تظهر السجلات التاريخية إلا أن مجال عمله هو الحفريات مما يتطلب من المختص في علم الاركيولوجيا أن يكون ملما لمفهومات و المعلومات البيولوجية ، و ذلك عندما يحاول إعادة بناء ثقافات ما قبل التاريخ من خلال دراسة خبايا و رواسب أجزاء الكائنات الحية و النباتية و الأدوات المادية المندثرة في الحفريات و لذلك صنف علم اركيولوجيا كفرع مستقل عن الانتربولوجيا العامة ، و فيما يلي سنعمل على مزيد من التوضيح حول فروع الأنثروبولوجيا الثقافية حسب البريطانيين والأمريكان : ا- علم آثار ما قبل التاريخ : والحيوان وذلك في محاولة فك طلاسم البقايا التي يكتشفونها، كما يستعينون بالأنثروبولوجيين والمؤرخين في كشف هوية بعض المعطيات و العناصر الثقافية التي تعود لحقب ما قبل التاريخ . وبلا شك أن الباحثين في آثار ما قبل التاريخ، والمختصين في الأنثروبولوجيا الطبيعية يلتقون في معمل بحثي واحد من خلال تواجد الحفريات الخاصة بالإنسان في نفس مكان وجود المخلفات والبقايا الثقافية للإنسان ذاته، ومن أمثلة ذلك استخدام الكربون المشع والتألق الحراري. ثم أصبح المتحف يمثل مؤسسة قائمة بذاتها لها أدوار عديدة منها العلمية والتثقيفية وحفظ الذاكرة، وإبراز معالم هوية المجتمع بجذورها التاريخية العميقة وتأكيد انتمائه الحضاري، إضافة إلى الدور السياحي والاقتصادي، متحف الإنسان بفرنسا وغيرها، وغالبا ما تكون هذه المتاحف هي المخبر العلمي للطلاب والمختصون في مجال الأنثروبولوجيا الفيزيقية،