لقد كرم الله سبحانه وتعالى النحل أجمل تكريم . ومجتمع النحل من أنشط المجتمعات . إن لم يكن أنشطها على الإطلاق . فكل يؤدي واجبه بإتقان وإخلاص . لا يسمح أفراد هذا المجتمع أن يعيش بينهم كسول . لذلك ينصح أحد الحكماء تلاميذه فيقول : كونوا كالنحل في الخلايا . قالوا : وكيف النحل في الخلايا ؟ قال : إنها لا تترك عندها بطالاً إلا نفته وأبعدته وأقصته عن الخلية ، وليس خلية النحل مجموعة من الأفراد لكل فرد فيها عمل مستقل فقط . وإنما هذه الخلية بمثابة جسم نابض بالحياة ، وباختصار شديد يمكن القول : أن كل فرد في الخلية يعمل ما يشبه المستحيل للمحافظة على استقرار وأمن الخلية . وكل خلية تمثل في حد ذاتها مملكة ذات نظام عجيب وقوانين دقيقة ، لا يملك المرء إذا ما شاهدها إلا أن يقول : سبحان الله !! وكل خلية تتكون من : ملكة واحدة … وآلاف من الشغالات . * مجتمع النحل عائلة واحدة : يعيش النحل في جماعات كبيرة يتراوح عددها ما بين (50000) إلى (60000) نحلة، وقد يصل عدد النحل في الخلية الواحدة في بعض الأحيان إلى (80000) نحلة، وتسكن كل جماعة من النحل في بيت خاص بها تصنعه بنفسها يسمى الخلية، وقد يبنى النحل بيته في الجبال أو على الأشجار أو في خلايا خاصة من صنع الإنسان. قال تعالى : « وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ». * ويتكون مجتمع النحل من ثلاثة أنواع : وآلاف من الإناث وتسمى الشغالات أو العاملات، ويعيش جميع أفراد الخلية في نظام دقيق محكم يسوده الحب والتعاون، ويؤدى كل فرد فيه وظيفته الموكلة إليه على خير وجه، ووظيفة الملكة الأولى هي وضع البيض، الذي يخرج منه نحل الخلية كلها؛ ولذلك فهي أم جميع النحل إناثه وذكوره. وتضع ملكة النحل نحو (1500) بيضة في اليوم الواحد، لكن عندما ينتهي موسم العسل ينخفض عدد البيض الذي تبيضه الملكة شيئا فشيئا، وتعيش ملكة النحل عمرا مديدا قد يصل إلى نحو (5) إلى (6) سنوات تقريبًا .