أهل الكلام والفلسفة جعلوا العقل أصل العلوم، ثم جعلوا الوحي تابعا له - والعياذ بالله، ثم حموه في نصوص الوحي فلا يقبلون منها إلا ما أيدته ووافقته عقولهم، ويردون ما عارضه وخالفه فهؤلاء عمموا عقولهم وقشوها، فالحق عندهم ما جاءت به، وجدوا كتاب الله وشئة رسوله عن الدلائل العقلية، وأما الذين عطلوا عقولهم وكبوها، وذوا العقل وعابوه فهؤلاء ذممهم الله، ووصفهم بأنهم شر الخليفة في الأرض، فهداهم الله بها إلى الحق. تلك العقول التي تتدبر في خلق الله وتجول بفكرها في مخلوقاته تتل فيها قدرة الخالق وربوبيته لجميع الحلۃ،