وقد رفض بعض الدارسين مفهوم (الصورة) بحجة انه "مفهوم ملتبس"(1)، وذلك بسبب "الاتساع الكبير الذي بلغه الحقل الدلالي لكلمة (صورة). فعندما يغوصذلك هذه الكلمة التي أصبحت تفتقر إلى حدود دقيقة ومحددة"(3). ولكن هذا القول الذي يشكو من اتساع مفهوم الصورة لا يمنع من قبول التعريف السابق الذي يشير إلى وجود عنصرين أساسيين في ماهية الصورة اللغوية، وهما (الملفوظ اللغوي + قابلية التخيل). في الشعر أو النثر. وهذا يعني أنه "من الممكن ألا يكون في الصورة أي مجاز لغوي، ومع ذ تكون صورة شعرية بكل المقاييس، وإيحانية كأغنى ما تكون الصورة الشعرية بالإيحاء"(4). ويظهر مثل هذا فيما أورده ابن الأثير (ت ٦٣٧هـ) من حديث الزبير بن العوام (ت 36هـ) في غزوة بدر، فإنه قال: لقيت عبيد بن العاص (ت 65 هـ) وهو على فرس، وهو يقول: أنا أبو ذات الكؤوس. وفي يدي عنزة (سنان الرمح) فأطعن بها في عينه،الباحث في يمها يضيع بين المفاهيم المتنوعة، لا بل المتناقضة أحياناً كثيرة، وربما يصل إلى التعمية مععلى خده حتى خرجت العنزة متعففة (ملوية)(5) إن هذا الخبر الذي يحكيه المتكلم يبدو تعبيراً لغويا قابلاً للتصور والتخيل، ومن ثم فإنه يعد صورة لغوية. ويلحظ ابن الأثير أن قول المتكلم "(فأطعن بها في عينه، وأطأ برجلي) معدول عن لفظ الماضي إلى المستقبل،