العلاقة بين اللقطة وما حولها من لقطات. فمثلما يشكّل وضع كلمة مع أخرى الجملة في اللغة، تكوّن الصور والفيديوهات المتتالية الجملة البصرية في التلفزيون. وفي اللغة لا يكتمل المعنى غالبا من كلمة واحدة، ويكون لترتيب الكلمات في الجملة أبلغ الأثر في تغيير المعنى. الأمر نفسه ينطبق على اللقطات. وإلا أصبح عملا عشوائيا بلا معنى. يُبرِز من خلال التزامه بها قدراته الإبداعية. لكن هذه الحرية لا تنفي قواعده المعروفة من بحور وأوزان وقوافٍ. يُصبح المونتاج إبداعيا بشرط غريب وهو أن يكون في معظم الأحيان غير محسوس من قبل المُشاهد، لذلك ربما يكون المونتاج هو الفن الوحيد الذي يسعى فيه المونتير لإخفاء تدخله. فهدفه الأول أن يكون الانتقال بين مقاطع القصة سلسا من الناحية البصرية والصوتية، هناك قواعد عامة للمونتاج تُحقق هذه السلاسة، لكن قبل الوصول لمرحلة المونتاج النهائي، ثم تبويبها من حيث الموضوع. • مرحلة المونتاج الأوّلي بشكل متسلسل ومنطقي، التي تراعَى فيها قواعدُ القطع السلس وغير السلس والانتقال التدريجي، القطع: Cut • القطع هو الانتقال الفوري من لقطة إلى أخرى . ولذلك تعتبر الوسيلة ذات السـرعـة الثابتة التي تتغير بعكس كل وسـائل الأنتقال الأخـرى . وهى وسيلة الانتقال الأكثر استعمالاَ , وذلك لأن القطع من لقطة لأخرى , اهداف القطع • وهى تعنى أنه على المخرج وباستعمال القطع أن يجعل المتفرج يشاهد الأحداث بشكل واضح بقدر الإمكان . فمثلاَ في مقابلة مع أحد الشخصيات وهو يمسك بأحد الكتب التي قام بتأليفها في يده , عند ذلك على المونتير مساعدة المتفرج في قراءة عنوان هذا الكتاب بشكل واضح , فمثلا قد تظهر لقطة عامة لحكم كرة القدم, ولكن عند القطع إلى لقطة متوسطة على الحكم قد تظهر الأمر أكثر عنفاَ وأكثر تركيزاَ . وجب القطع إلى اللقطة التالية لتكملة بقية الحركة. رابعاَ : للتغيير فى الزمان وفى المكان : Change the Time and Place من الممكن التعبير عن التغيير فى الزمان وفى المكان عند القطع من لقطة تحدث فى زمان ومكان ما الى لقطة أخرى تحدث فى زمان مختلف أو فى مكان مختلف . * أولا: أنواع القطع السلس Seamless Cut: • القطع بين حجميْن مختلفيْن لحدثيْن مختلفيْن: فلا يُحبّذُ أن ننتقل من لقطة إلى أخرى بنفس الحجم. ECU CU MS MLS LS ELS - - - + + + ELS - - + - + + LS + - - + - - CU • القطع بعيدا Cut Away أو Insert: هنا ننتقل من لقطة إلى أخرى لإعطاء معلومة بصرية جديدة للمُشاهد في نفس المكان غالبا، مع عدم قطع الصوت، أساليب استخدام لقطة الادراج: لذا فإن حجم اللقطة وزاوية اللقطة وحركة الكاميرا كلها تلعب دورًا في شعور المشاهد تجاه اللقطات المدرجة المختلفة ، فإن أفضل طريقة للتأكد من رؤيته هي قاعدة الثلاث اثلاث. ضع الكائنات المحيطة في الإطار بحيث تنشئ أجسامهم خطوطًا توجه عيون المشاهد إلى المنطقة التي ترغب في إظهارها. هذه هي القواعد الأساسية للتكوين ب- اللون - اللون هو أحد أفضل أصدقائك عندما يتعلق الأمر بعرض أجزاء معينة من الاطار. استخدم المبادئ الأساسية للون لجذب الانتباه ، ثم استخدم علاقات الألوان لخلق شعور. يمكن أن يكون إدراج اللقطات عاطفيًا للغاية ، لذا استخدم اللون لجذب الانتباه وزيادة الشعور ج- التوقيت – ان مكان وتقيت ومدة لقطة الادراج له علاقة بما يسمى في المونتاج timing يمكن من الناحية الفنية أن يبدأ المشهد بلقطة إدراج ، وايضا يمكن إنهاء المشهد بلقطة ادراج بحيث تلخص معنى المشهد ، الاستخدام التقني cutaway او لقطة مباعدات القطع: - لقطة لرجل جالس ثم القطع مباشرة الى نفس الرجل يسير على الشارع. هذا خطآ في التتابع الاستخدام الفني cutaway مثال: إذا كانت الشخصية في حوار ما تتذكر شيئًا ما ، = تستخدم للتعبير عن الاحلام = تستخدم للتعبير عن الشعور مثال: مثلا: طالبة تجلس على مقعدها وتنظر إلى الساعة ثم نراها تتعرق الآن وتستيقظ وتتجه نحو الباب . لكن ماذا عن السرد؟ إذا أخذنا في الاعتبار الساعة ، فإننا ندرك أن الطالب يجب أن تغادر. هناك نوع من الإلحاح الذي نشعر به لأننا نقطع عقارب الساعة. لكن ماذا لو تخلصنا من الساعة؟ قد يشير تعرقها إلى شعورها بالغثيان ، لكن لن يكون واضحًا أنها كانت مشكلة تتعلق بالوقت. هذه امثلة بسيطة لما يمكن أن تفعله cutaway، يمكنك مزج ومطابقة cutaway في نفس الموقع مع الذكريات ، تعتبر cutaway طريقة رائعة لبناء السياق والنص الفرعي وإعطاء المحرر بعض المساحة للعمل. • قطع الصورة قبل الصوت L-Cut: هنا نقطع الصورة ولا نقطع معها الصوت الخاص بها مباشرة وننتقل إلى اللقطة التالية مع استمرار سماع صوت اللقطة السابقة، كنوع من الصّدى. ويُفضّل أن يكون القطع في لحظة ذروة الحدث. • القطع المقارب Match Cut: من خلال طريقتين: - الطريقة الأولى: ننتقل من لقطة إلى أخرى ولكن في مكان آخر تماما، بشرط أن يكون تكوين اللقطتين متشابها بصريا بشكل كبير، • قطع الصوت قبل الصورة J-Cut: هنا نقطع الصوت ولا نقطع معه الصورة الخاصة به مباشرة، - لحظة تغطية مجال رؤية الكاميرا بجسم ما. - لحظة تحريك الكاميرا يمينا أو يسارا، ولها آلية محددة في جميع برامج المونتاج اللاخطي باستخدام الكومبيوتر. وهو قطع صادم بصريا ونفسيا للمُشاهد بشكل متعمّد، • القفزة البصرية Jump Cut: الهدف منها ترك انطباع لدى المشاهد بأن أحداثًا عديدة وقعت خلال فترة زمنية طويلة. وقد أصبحت هذه القفزة شائعة الاستخدام من قبل صانعي المحتوى البصري على الإنترنت Vloger كنوع من الخروج عن المألوف. أو الانتقال صوتيًّا من الضجيج إلى الصمت المطبق أو العكس. الانتقال التدريجي Translations: • الغروب Fade Out: وفيه تختفي اللقطة تدريجيا ويظهر محلها اللون الأسود. وترمز لتغيّر في الزمان أو المكان بشكل كبير، إذا لم تظهر لقطة بعد ذلك. • الإشراق Fade In: وفيه تبزغ اللقطة تدريجيا من اللون الأسود. وترمز لتغير في الزمان أو المكان بشكل كبير. وتُستخدم أيضا أحيانا في اللقطة الافتتاحية للقصة. يعتبر الاختفاء و الظهور التدريجي وسيلة من وسائل الانتقال الملفتة لنظر المتفرج , فهي تعمل في الفيلم أو البرنامج التليفزيوني , كعـلامات الترقيم ( النقطة والفصلة ) بالنسبة للأدب , وهكذا فهو يعنى بداية ونهاية جزء من الأحداث التي تدور على الشاشة . وقد يستعمل للتدليل على تغير كبير في الزمان , وفى المكان . والظهور التدريجي Fade in هو التدرج من السواد إلى الصورة الكاملة على الشاشة . عادة ما يتبع الاختفاء التدريجي ظهور تدريجي . كما يعطى تأثيرا أقوي إذا ما تم إزالة الألوان فى لقطة الرجوع للماضي وتم تصويرها بالأبيض والأسود. كما أنه من الجائز استخدام كل من الوسيلتين بمفردهما، لأنها تعطى الإحساس ببداية ديناميكية لكل لقطة سرعة الاختفاء و الظهـور التدريجي ويسمى cross - fade وفى هذه الحالة : يعطي الاختفاء التدريجي السريع Fast fade out والذي يستغرق من 1-2 ثانية إحساس بالنهائية والتوتر أقل من القطع ثانيا- تعطي السرعة البطيئة احساس بالفصل بين الأحداث وفى هذه الحالة : يستعمل الاختفاء التدريجي البطيء Slow fade out والذي يستغرق من 3-5 ثواني لإيقاف الحركة بشكل هادئ . • الذوبان Dissolve: وفيه تختفي اللقطة الأولى تدريجيا وفي الوقت نفسه تظهر اللقطة التالية تدريجيا إلى أن تكتمل. وبنسبة كثافة 50 % لكل صورة , والازدواج Superimposition وظهور تدريجي fade in للقطة التالية لها ولكن في نفس الوقت . والنتيجة هو تداخل تدريجي للقطة الأولى في اللقطة الثانية وبنسبة كثافة 50% لكل منها . مثال: مجال ستخدام المزج: بينما يعتبر المزج dissolve عنصر مرئي في حد ذاته. لذلك فهو وصلة بين لقطتين أطول من القطع . ويؤكد العلاقة القوية بين اللقطات، وبالـذات إذا كان الإحساس، و في هـذه الحـالة يصبح من المـمكن استعمال المزج للانتقال من لقطة عـامة جدا Very Long Shot إلـى لقطة قريبة جدا، Very close up أو من لقطة قريبة جدا Very Close up إلى لقطة عامة جدا Very Long Shot وهو ما كان يجب تجنبه عند استعمال وسيلة القطع . وبالذات في حركات الكاميرا الأفقية والرأسية tilt , • قـد يستعمل المزج بين صورة لقطة تنتهى بعدم وضوح out of focus , وقـد يستعمل هـذا التأثير الحالم في مشاهد الأحلام , و غالباَ ما يستعمل في مشاهد العودة إلى الوراء, flash back أو قـد يستعمل كمجرد وسيلة انتقال جمالية خصوصاَ في المشاهد الموسيقية الراقصة . ولذلك غالباَ ما يستعمل المزج , وقد يدل على مرور زمن : فالمزج السريع fast dissolve والتي قد يصل إلى حد الإحساس بأنه قطع والذي يستغرق من 1 إلي 2 ثانية غالباَ ما يسمى قطع ناعم soft cut , مثال: • نماذج المسح المختلفة Wipes: وتحتوي على أشكال كثيرة تمسح اللقطة الأولى تدريجيا لتظهر محلها اللقطة التالية. • التحول التدريجي Morphing: وهو مؤثر يحوّل اللقطة تدريجيا إلى لقطة أخرى تماما دون ملاحظة أي لحظة فاصلة بين اللقطتين. • اتساع أو انقباض تدريجي لدائرة تحوي اللقطة Ires. وأن أيّ انتقال تدريجي ينبغي أن يُوظَّف لهدف نفسي مقصود. فإنه عند جمع لقطتين أو أكثر يَنتج عن هذه العملية ما يُسمّى بـ"الحس الحركي الإضافي" نتيجة ربط نهاية اللقطة الأولى ببداية اللقطة التي تليها. لكن ذلك لا يحدث إلا إذا كان هناك رابط منطقي بين مجموع اللقطات التي نريد تركيبها وفق ترتيب معين. وهو ما يُبرز حدود التقاطع بين اللغة البصرية واللغة المحكية وما يحدث عند ارتباط الصورة بالنص المصاحب لها. فأحيانًا تحمل دلالات نفسية قوية على المُشاهد. نذكّر هنا بالمثل القائل: "إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب". لذلك حاول أن تتقن فنّ الصمت وتستغلّه لصالحك. فيضع مثلا موسيقى مرحة للقطات حزينة. هذا التنافر يستفز المتلقي، لأنه يشعر بأنه أمام سخرية لاذعة، هذه السخرية sarcasm تدفع المُشاهد إلى تصديق الصورة بشكل أعمق. فالبعض يفضّل تسجيل التعليق الصوتي أولا، التي غالبا ما تكون تلهث وراء النص المكتوب أو المقروء في معزل عن معطيات الصورة وجمالياتها. ثم بعد ذلك يقوم منتج التقرير بكتابة نص يناسب القصة البصرية التي تم تركيبها بالفعل. • أي عمل حقيقي مبدع يجب أن لا يتنازل عن الصوت الطبيعي Natural Sound المصاحب للصور، ويقوم المونتير برفع مستواها في المونتاج إلى أقصى درجة ممكنة لا تطغى فيها على الكلام فتجعله مُبهما. تصيب المُشاهد بالصمم. يُقال إن صورة واحدة خير من ألف كلمة، فما بالنا بسيال من الصور المتحركة المصحوبة بأصوات طبيعية من المكان. لذلك ينبغي أن يلعب الصوت دورا مكمّلا للصورة، أمثلة لبعض المشاكل التي قد تعترضك وكيفية تجاوزها. * القفزة البصرية Jump Cut: ناتجة عن حذف جزء من منتصف مقطع ما، وقد يتعمّد المونتير أحيانا عدم معالجتها لإعطاء انطباع نفسي صادم للمُشاهد، ولكن عادة ما يرغب في إخفاء القفزات البصرية من خلال أحد الحلول التالية: • استخدام حجم لقطة مختلف للحدث نفسه، إن توفر ذلك. • استخدام لقطة حركة كاميرا قادمة من مكان لا تُظهر في بدايتها محتوى الصورة الأصلية المراد إخفاء قفزتها البصرية. وهي ناتجة عن عدم ضبط المصوّر للاتزان اللوني Color Balance أثناء التصوير، * هناك مشكلة تحويل الصورة من معامل تناسب بُعدَي الصورة Aspect Ratio القديم ٣/٤ إلى معامل تناسب بُعدَي الصورة المستخدم حاليا ٩/١٦: وأي تكبير لها لإخفاء هذا الشريط هو حل غير صحيح لأنه يؤدي إلى تكبير الصورة بشكل يقلّل من جودتها، أو يُعاد ربط الصوت مع الصورة بشكل متزامن عند إدخال المواد لبرنامج المونتاج من خلال اختيار لحظة مرجعية سليمة. * مشاكل أخرى في الصوت: مشاكل الصوت عمومًا نادرًا ما يُتغلَّب عليها في برامج المونتاج بشكل سليم، هذه الاختلافات تحرّك لدى كل طرف حسّه النقدي وتخرجه من عالمه النمطي الضيّق وتولّد في النهاية أفكارًا ثورية للعمل الذي يتشاركون في إنجازه. * المونتير والمصور، فالأول يتهم الثاني بتصوير مواد معيبة أو غير كافية، في حين يحمّل المصور المونتير مسؤولية عدم استغلال ما صوّره أفضل استغلال. * هناك أيضا صراع بين المونتير والمنتج أو المعدّ، فالأوّل يعتبر نفسه الفنّان المبدع، في حين يرى الثاني نفسه العقل المدبّر. وكل منهما يحاول فرض وجهة نظره على الآخر، وقلّما يتفقان. * المونتير وحده يعلم أنهم لم يروا ما رآه، ولم يفتقدوا ما افتقده. ثم جمعها ورتّبها بأفضل طريقة تعبّر عن الفكرة التي اختمرت في عقل المنتج أو المعدّ. شرع في تسجيل التعليق الصوتي، ثم بحث عن الموسيٍقى والمؤثرات الصوتية وأضافها بعد مزجها بميزان حساس لا يطغى فيه صوت على صوت. أضاف أسماء المتدخلين والمشاركين في العمل، ليقوم في النهاية بتصدير القصة خارج برنامج المونتاج. المونتير إذن. هو ذلك الذي يروي حكاية مرئية من خلال تسلسل منطقي للأحداث وإيجاز مشوّق وإيقاع حيوي. يسرد القصة بطريقة فنية ويجعل مَشاهدها تتابع منطقيًّا، يحرص على سلاسة التسليم والاستلام بين المَشاهد. ويُعبّر عنها بخطة المونتاج.