لا أذكر جدتي الا وهي جالسة على سجادة الصلاة المصنوعة من الغنم وفروته فإن لم تكن في صلاة فهي في ذكر الله بين الصلاة والصلاة. وكانت ملامح وجهها تنم عن السكينة داخلية عميقة، ومع الناس فكنت اذا قلت لها "الله يخليك يا ستي ، فأقول : "إنما أدعو لك يا ستي "فتقول د : "بل هي دعوة علي ما حاجتي بطول العمر وأنا أتعجل لقاء ربي" ؟ لم تكن تقول ذالك تبرما بالحياة ، ولا تعجلا لموت يريح من شقاء الدنيا . ولكنها النفس المطمئنة التي استوفت مهمتها في الحياة، وأصاب حظها منها بحلوها ومرها.