من أجل إضفاء طابع التعدد الذي تتسم به الفلسفة، سننفتح بهذا الإشكال على أطروحة تنسجم مع موقف صاحب النص من مسألة حرية الشخص، وهي أطروحة المحلل النفساني سيجموند فرويد . الذي يعتبر الشخص كيانا خاضعا لحتمية الصراع النفسي اللاشعوري بين مكونات الجهاز النفسي (بنية الشخص)؛ فالشخصية عند فرويد عبارة عن بنية مركبة من ثلاثة عناصر متصارعة بشكل دائم ومستمر نظرا لتعارض مطالبها ومقتضياتها، وهذا التصارع هو ما يضفي دينامية نفسية لاشعورية عليهالكن وعلى الرغم من التوافق الحاصل بين أطروحة صاحب النص وأطروحة سيجموند فرويد فإن هناك بعض المواقف الفلسفية التي رأت أن الشخص قادر على تجاوز الضرورات والحتميات المحيطة به، ولعل أبرز هذه المواقف الفلسفية تلك التي تبنتها النزعة الوجودية مع ابرز روادها وهو الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر . بالنسبة لسارتر فالشخص ذات حرة، والحرية هي جوهر الوجود الإنساني. إن المبدأ الوحيد الذي يُحدد وضعية الشخص هو القول "الوجود يسبق الماهية" ومعنى هذا أن الشخص على عكس باقي الأشياء يوجد أولا، ثم يُحدد بإرادته ما يريد أن يكونه، إلا أن حريته مسؤولة عما سيكونه مستقبلا، وهذه المسؤولية تتعداه كذات فردية لتعم الإنسانية جمعاء فالإنسان مشروع . يقول سارتر : " وحتى أكون مسؤولا عما أكون عليه،