ظهرت النيوليبرالية في منتصف السبعينيات كرد فعل على مشكلات لم تتمكن النظرية الكينزية من تفسيرها، كأزمة الركود التضخمي. وترى النيوليبرالية أن النظام الرأسمالي الحر، دون تدخل الدولة، يحقق الأداء الاقتصادي الأمثل. وتقترح سياسات لتفكيك دولة الرفاه، كإلغاء تنظيم الأعمال، وخصخصة الأصول العامة، وتخفيض الضرائب، وحرية حركة السلع والخدمات عبر الحدود. تضم النيوليبرالية مدارس فكرية متنوعة، أهمها مدرسة شيكاغو، والمدرسة النمساوية، ومدرسة اقتصاديات جانب العرض. تُعدّ مدرسة شيكاغو، بقيادة ميلتون فريدمان، من أشهرها، حيث يرفض فريدمان الكينزية، مؤكداً على دور النقود في تحقيق التوازن الاقتصادي، وداعياً إلى حكومة محدودة. ساهم فريدمان بنظريات في دالة الاستهلاك، والطلب على النقود، والكمية النقدية، وتفسير الأزمات الاقتصادية. أما المدرسة النمساوية، فتمثلها شخصيات كفريدريك هايك، وتؤكد على كفاءة النظام الرأسمالي وحرية السوق. مدرسة اقتصاديات جانب العرض، أو اقتصاديات ريغان، تركز على تخفيض الضرائب لتحفيز الاستثمار والإنتاج، وتفضل حكومة أصغر تدخلاً. أثرت هذه المدارس على السياسات العالمية، إلا أن الأزمة المالية العالمية عام 2008 أدت إلى تدخل حكومي أكبر، مما أثار تساؤلات حول نهاية العصر النيوليبرالي، إلا أن هذا التدخل بقي مؤقتاً، وعادت الرأسمالية إلى التحرر من جديد.